رياض الزهراء العدد 139 همسات روحية
قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا
(إذا لم تنم هذه الليلة فالعلّة ليست في الأسرة إنّها وثيرة, ولكن العلّة في ذنوبك إنّها كثيرة) عبارة شدَّتني لأقرأ العديد من المقالات التي تتمحور حول تزكية النفس وتهذيبها والوصول بها إلى الكمال الإنساني، لكن قد تحدث للشخص البالغ حالة من الكمال الروحي وذلك حين يستطيع أن يخلّص نفسه من الحجب الظلمانية (المكاشفة). سؤالي هو ما مدى مصداقية هذه الدعوات، وهل يجب علينا التصديق بها؟ الرد: بارك الله فيكم هذه الهمة أولاً للبحث عن هذه الأمور في عصرٍ صار قصارى هم قومه بطونهم!.. وأمّا ما ذكرتم - إنّ لم يكن وهماً وخيالاً - فهو من تجلّيات عالم المثال؛ أي مواجهة النفس لبعض الحقائق التي تجرّدت من لباس المادة، ومع ذلك لا يمكن الجزم بأنَّ ما تراه النفس في هذه الحال حقاً محضاً، فالأبالسة أيضاً قادرة على مواجهة النفس بهذه الأمور مزورة كما تدل عليه بعض الروايات. ومن هنا يحذر أصحاب المعرفة من عدم الالتفات إلى هذه الأمور, فالمقياس الأول والأخير هو الاستقامة العملية والاعتقادية, ولطالما رأينا الجادين في السير إلى الله تعالى لا يرون شيئاً من هذه العوالم، ورأينا مثل هذه الدعاوى عند مَن لا يتقنون صلواتهم اليومية!