رياض الزهراء العدد 141 همسات روحية
تَصَفَّحتُ وُرَيْقَاتِ الحَيَاة
يستحيل أن تتعلّق بالنجوم.. يستحيل أن تركب الغيوم.. لن تقف على سطح القمر.. ولن تصمد بالوقوف ضدّ أمواج البحر.. إن لم تغيّر أفكارك سيغيّرها الدهر.. إن بقيت هكذا لن يزهر في صحرائك الورد الأصفر.. إيّاك أن تقرب الخطر.. ولا تفكّر خارج الواقع بالسفر! لكنّي كالأصم تجاهلتُ ذلك الكلام.. وهجرت تلك النظرات كالذي علاه الغمام.. وبألم بارد سكت عن ذلك الأنام.. فأحياناً يتحدّث الصمت بكلمات أبلغ من اللسان.. ولكني استجمعت القوى وصرخت بصوتٍ رنّان! إن لم أقف بوجه الأخطار.. لن يكون لي موقع على خارطة كشف الأسرار.. فمهما تعلّمنا سيبقى.. الغموض يحيط بنا.. فالعالم شاسع وكبير.. وكلّ شيءٍ فيه له معايير إذا أسبغت بالبحث والعلوم.. ستجافيك الهموم.. ولا تجعل همّك العلوّ على الآخرين.. بل اجعله التعلّم وتعليم مَن حولك ليصبحوا عالين.. أنا شددت الهمم.. وشمّرت عن ساعدي وأمسكت بالقلم.. وبدأتُ أرسم لي طريقاً يوصلني إلى القمم.. سرت في طريقي الخاص.. بكلّ ثقة وإخلاص.. إخلاص لآمالي.. وثقةٌ بربّي فيما سيؤول إليه حالي.. وكان ذلك أهون عليّ من جمودي.. والتفكير بكسر قيودي.. فبكلّ خطوة كنت أخطوها.. أكسر قيداً وأرسم حدودي.. لكن عقلي رسمت له حداً بعيد المدى.. فالخيال كان لبعض الأمور هدى.. فلولاه لما فكّر العلماء بالذرّة.. بل حتّى لم يصبحوا علماءَ.. ولم ينثروا على صحراء العقول ماءً.. ولا تكُ في إعطاء المعلومة إعصاراً.. كنْ نسمة باردةً تحرّك ورق الأشجار.. وتطفئ في القلوب ناراً.. هذا عن الحياة من قليل ما أعلم.. وكن فطناً وذا حلم.. في أبسط أمورها فكّر.. حتى لا أراك يوماً منكسراً!