رياض الزهراء العدد 141 لحياة أفضل
لا تَلُمْنِي
كنت زهرة بين الزهور، أتنشّق الهواء العذب.. وإذا برياح جبرية قطعتني عن تنفس الهواء والبقاء بين أقراني.. قد اتخذتْ قراراً بدلاً عنّي, سلبتْ به حريتي.. ثمّ فتحت باب الحُزن.. مثبتة بقرارها الفراق.. فمَن قال لها أن تُحدّد نهايتي .. والله قد أعطاني حريتي.. باتخاذ القرار.. صحيح أنَّ الزواج نصف ديني.. لكن ليس بالإجبار.. فالله أعطاني قلباً وعقلاً أفكّر به.. فلا تظلميني أيتها الرياح المحيطة، لماذا حولتِ مكمني الآمن إلى ضيقٍ وألم؟ ألم تدركي عواقب الأمور.. بفعلك سببتِ نشوء عوائل متفرقة.. وللبكاء غير مفارقة.. لتبني بيتاً من الأحزان على ركام سفينة أحلامي.. لتنطلق بي فتصل بي إلى طريق مظلم مليء بالفراق.. الموسوم بالطلاق.. أما عرفتِ أنّه أبغض شيء عند الله (عزّ وجل).. ولهذا أُمر رسولنا من سبع سماوات بالزواج من مطلقة زيد.. لإنهاء سوء المعتقدات.. فيُزهر مجتمعا بعد أن أظلم بقوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)/ (الأحزاب:37). أليس أجدى بك ترك القرار لي، فتكون حياة سعيدة مملوءة بالأزهار الملوّنة، وعطرها المحبّة والتماسك الأسري بوحدة عضويّة متلاحمة البناء، فهكذا تبني الأوطان مجتمعاتها بتطبيق شرائع الرّحمن لتُشرق شمس الحريّة بسماء مكمني، وتهدأ الرياح، وتعود المياه إلى نبعها الصافي.