تَأثِيرُ الإعْلَانَات

نور الهدى غفار كناوي/ بابل
عدد المشاهدات : 122

هل فكّرت يوماً لماذا تظهر الإعلانات بشكل متكرّر؟ كلّنا جرّب أن يشاهد برنامجاً تلفزيونياً وخلال البرنامج تتكرر عدّة إعلانات بشكل دائم، حتى تشعرك بالإزعاج، لكن ما لا تعرفه أنك في اليوم التالي حين تذهب للتسوق من (السوبر ماركت) ستختار المنتجات التي ظهرت بالإعلانات نفسها؛ لأنّ عقلك الباطن تمّت برمجته على أنّ تلك المنتجات هي الأفضل، هذا ما سمّاه (روبرت هيث) بمصطلح (إغواء العقل الباطن). إنّ الإنسان بطبيعته عاطفي، فهو يميل إلى اتخاذ القرارات بناءً على العواطف أكثر من المنطق العقلي، وعليه تمّت استغلال هذه النقطة في كثير من الإعلانات الترويجية. لابدّ أنك لاحظت أن الأشخاص الأكثر شهرة يتم استخدامهم في الإعلانات، وكثير من منتجات العناية بالبشرة أو الشعر يظهر بها أشهر الممثلين أو لاعبين الكرة ذلك؛ لأنّ الناس غالباً لا يهتمون بالإعلان إلّا إذا كان مرتبطاً بشيء يهمهم، وأصحاب الإعلانات يعلمون ذلك؛ لهذا يستغلون هذه النقطة لتدعيم إغواء العقول بأنّ هذا المنتج هو الأفضل؛ لأنّ لاعباً شهيراً أو ممثلاً يقوم باستخدامه، أو استخدام كلمات افتتاحية تجذب المستمع مثل (مرّتَبك لا يكفي وفّر معنا عن طريق منتجنا الاقتصادي)، وعلى هذا المنوال يتم خداعنا بشكل متواصل، فضلاً عن خدعة الإعلانات هناك خدعة التخفيضات، فتقوم المحال التجارية والأسواق بالترويج لوجود تخفيضات على منتجاتها، وذلك يحفّز المتبضعين على شراء المزيد منها، على الرغم من أنّ التخفيضات تكون غالباً بفارق قليل، لكن ما تنفقه مضاعف، لأنّ عقلك الباطن قد أوهمك بأنك تشتري بنصف السعر، فتنفق ضعف ما تنفقه عادة. هناك عبارة جميلة قالها (ستيفن ليكوك): (يمكن وصف الإعلان بأنه علم اختطاف عقل الإنسان لمدة كافية لاستنزاف المال منه). علينا أن نعلم أن الإعلان سيترك أثراً في عقل اللاواعي حتى لو لم نُبدِ اهتماماً له، فنحن كبشر نكره عجزنا عن الاختيار، فحين نذهب للتسوق وتكون أمامنا خيارات لا حصر لها نفرح بادئ الأمر لكن سرعان ما نشعر بضيق ونقوم بتقليص قائمة الخيارات عبر تذكر ما نعرفه أو ما سمعنا عنه، لهذا يقوم عقلنا الواعي باللجوء إلى المنتج الذي سبق وإن لمحناه بالإعلان حتى لو لم نُظهر اهتماماً بتلك الإعلانات. الأمر المهم الذي ربّما نغفل عنه العلامات التجارية للإعلان، فكلّ شركة تعمل على وضع شعار برّاق ومميّز لمنتجها حتى يتسنى لنا تذكّره حتى لو لم نتذكر اسم المنتج أو شاهدناه لمرة واحدة، كلّ هذه الوسائل تُستخدم لتسويق المنتجات وبيعها، وبدونها قد لا تجد المنتجات المشترين حتى مع جودتها.