رياض الزهراء العدد 141 الملف التعليمي
زَرعُ رُوحِ التَّفَاؤلِ يُشَجِّعُ أَبنَاءَنا عَلَى التَّفَوّقِ والنَّجَاح
تشكو أغلب الأمهات والآباء من أنّ أبناءهم الطلبة مهما شرحوا لهم المادّة الدراسيّة لا يستوعبونها أو لا يفهمونها، ومن ثمّ يرسبون بالاختبار أو لا يحصلون على درجات النجاح، وهذا ما يسبّب إحباطاً لجهود الآباء، وهم يرون غيرهم يرتقي المراحل الدراسية, وأبناؤهم لا يكادون يفهمون المادّة أو أنّهم يقرؤون وينسون ما قرؤوه. وبعد بحث قام به بعض العلماء النفسيين على مجموعة من التلاميذ اتّضح أنَّ الآباء سبب أساسي بل رئيسي في إخفاق أبنائهم دراسياً، وذلك لعدّة أمور يقوم بها الآباء وهم لا يعلمون ولا يدركون خطورة ذلك على أبنائهم، ومن هذه الأمور ما يأتي: 1. التخويف والتهويل إذا لم يقم ابنهم بأداء الواجب، وقد يُعاقَب بالضرب والزجر، بدلاً من التشجيع والتسهيل وتبسيط المادّة ورفع معنويّاته الإيجابيّة. 2. نَعتُ الأبناء بنعوتٍ تنطبع في أذهانهم مثل: أنت غبي، لا تفهم، فيطبع في مخيلته أنّه مهما قرأ لا يفهم أو لا يستوعب، بدلاً من: أنت ذكي، أنت تستطيع السيطرة، إذا لم تفهم أستطيع أن أشرحها لك، قم بإعادة القراءة، ثبّت ملاحظات فسوف تسهل عليك المادة، كلّ هذه الأمور الّتي تبثّ الطّاقات الإيجابيّة لديه وتمنحه القدرة على التفوّق. 3. ترك الأبناء يعتمدون كلياً على أنفسهم في الدراسة، وإذا طلبوا مساعدة الأهل، قالوا: (اذهب وادرس لا أستطيع أن أعرف مادتك، فأنا لم أدرسها قبل) أو عدم تحديد ولو ساعة في اليوم لمتابعة أبنائهم أو سؤالهم أو الاطّلاع على كراريسهم أو كتبهم أو ما يخصّهم دراسيّاً أو توجيههم لشخصٍ مُلِم بالمّادة ليشرحها ويفهّمها لهم. 4. عدم تواصل الأهل مع مِلاك المدرسة بحجّة العمل أو السفر أو انشغالهم بأمور الحياة، فابنكَ إذا وجدكَ متقاعساً يقلّدكَ. 5. السماح لأولادهم بالجلوس أمام الحاسوب أو التلفاز أو الموبايل أو اللعب بالكرة أو أيّ ألعاب أخرى لأوقات طويلة، فيصبح الوقت المخصّص للدراسة ضيّقاً أو لا يستطيع الابن الدراسة من شدّة التعب أو النوم وإهمال الدراسة والواجب. 6. تناول أطعمة تُساعد على التخمة، وتؤدّي إلى الغباء. 7. تخصيص كلّ الأوقات للدراسة دون ترك وقت للراحة، وكلّما نهض قال له الأهل: اذهب وادرس. بحيث يصبح دماغه محشواً بالمعلومات، ولكن يعجز عن برمجتها لكثرتها وإرغامه عليها. 8. مقارنته بأقرانه وأخوته قد تؤدّي إلى حدوث نفور لديه من كلّ شيء خصوصاً الدراسة؛ لأنّه يرغب في أن تكون له شخصيّته المميّزة، فيثور على واقعه ويثبت العكس حتّى ولو كان المقارن ذكيّاً وشاطراً، وأيضاً إذا كان هو كذلك، فبالعناد يسلك الطريق المعاكس. فحذارِ أيّها الآباء، ساعدوا أبناءكم دراسياً وعلمياً، واحتووهم قبل ذلك، فسوف تحصدون الأفضل والأحسن.