رياض الزهراء العدد 141 الملف التعليمي
تَنَافُسٌ مُتَأرجَحٌ لارْتِيَادِ المُقَدَّمَة
تعدّ المدرسة المؤسّسة التربويّة ذات الأهميّة البالغة في حياة التلاميذ، فهي تمثّل انطلاقة مضيئة للتدرج نحو سلّم العلم والمعرفة، ليتعلم فيها التلميذ القراءة والكتابة والخبرات المتنوّعة، إذ تعكس انطباعاً إيجابياً أو سلبياً في بعض الأحيان إن وُجِدت في حياة الأبناء المتعلّمين، وتُعدّ مصدر جذب وتشجيع لتلقّي الدروس بشكل جذري يترك الأثر البالغ في مخيّلتهم تجاه المادة المطروقة على أسماعهم، ومستوى التفاعل والتقبل لكِلا الطرفين (التلميذ والمعلّم)، وثمّة إشارة تلوح بأفقها إلى مكنونات مكمّلة تصبّ في خدمة العملية التربوية، تتمثّل بالبيئة الصّفّية ومحتوياتها المتكوّنة من الأثاث، ونخصّ بذلك المقاعد الدراسيّة، لطالما أثار هذا العنوان تساؤلات ومطالبَ من قبل التلاميذ وأولياء أمورهم لإجلاسهم في المقاعد الأمامية، واضطرار البعض منهم إلى التزاحم ليصل الأمر على الإصرار على مرافقة الأهل للاتفاق مع المعلّم في جلوس ابنهم في المقدّمة، وعدم إرجاعهم إلى الأدراج الخلفيّة، ويأتي هذا المفهوم الشائع الذي يقول إنّ الجلوس بالمقعد الأمامي للمتعلّم دليل على التميّز والتركيز وإثارة الاهتمام من قبل المعلّم، وعلامة تُشير إلى الذكاء، على العكس من اختيار المقاعد الخلفية, والتي يلجأ إليها التلميذ المهمل أو صاحب الرهاب الاجتماعي الذي يُعاني من الخوف, أو من الخجل، وكذلك يتهرّب بعض التلاميذ من الأسئلة وعدم المشاركة بالأنشطة الصّفيّة، والانشغال بمراقبة ما يدور خلف الشبّاك المطلّ على الحديقة. وختاماً يُنصح بإزالة الفوارق الطارئة وغير المدروسة، وتنظيم جلوس التلاميذ ورعاية ذوي الظروف الصحيّة، وقصار القامة، والذين يعانون من ضعف البصر، والعمل على غرس الثقة لدى الجميع، وبيان عدم اقتران جلوس التلميذ في مكان معين بحدٍّ فاصل يتحكّم بقدراته العقليّة والأكاديميّة، وإمكانيّة إيصال المعلّم المعلومة، والشرح إلى التلاميذ في الصف أينما كانوا.