رياض الزهراء العدد 141 مناهل ثقافية
عِنَاقُ الفَجْر
عيناي تسبحان في أحضان ذلك اللّجين الذي يتنسَّمه موج البحر حين يفترش شاطئ الأمل, شاطئ الدفء والأمان يعانقه, يلثم تربه, يمرِّغُ ناصيته في ذرّاته الحالمة بجنون, ويذوب صدى نبضي في هالة النور الّتي يجري معينها مترعاً، يبلّل بالحُسْنِ محيّاه. أتطلّع إلى وجه السماء، أستمطر غيثها, ينبع من وجداني الدمع رقراقاً، لعلّ دمع العيون يستعطف السماء، فتشاركني عبرتي وتوجُّعي. تمتطي روحي صهوة الأيام، تسابق جريان سيل الزمان، لعلّها تصل بعد طول النّوى، وتعانق بشوقٍ وحبٍّ ضياء الفجر الساحر. أُوقِدُ في محراب النفس شمعة، ليدغدغ سناها مجامع روحي، وتمسح بجذوة لهيبها نزف الدمع المتناثر على قارعة وجنتيّ، وتأسو بدفء شعلتها ووهجها جراح قلبي الدامية, لتنطلق بعدها روحي, وتحلِّق, وتعانق نُجَيْمَات الليل، وتداعب طيور السماء. نزفّ القلب، واختلاجات الروح، ودمع هذا اليراع حبل نوراني, أعتلي به ذلك السحاب، ثم أمضي في طريق لا نهائي, أنثر الورد على أرض جنّتي, وأسقيه بحبّي وعذابي ودمع نواظري, على أمل أن يكبر يوماً ما ويزهر، ويلفّ المكان بعبيره الطاهر. سأغمض عينيّ، وأيمّم وجهي شطر الملكوت، علّني أفتحهما على ضياء الفجر الساحر.