أَزيَاءٌ لَهَا مَعنًى

عصماء علي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 209

هناك ألبسة مكمّلة للزي منها ألبسة الرأس، وقد استخدم الغطاء القماشي على الوجه كأحد أنواع الأزياء المهمّة من قِبل النساء في العراق، وقد تنوّعت تسمياته وأشكاله، وعلى الرغم من أنّ طريقة تغطية الوجه أخذت تزول في الوقت الحاضر، لكنها كانت مُهمّة بالنسبة إلى نساء العراق والدول العربيّة والإسلاميّة أيضاً، وكان سبب استخدامها لا ينفصل عن روح المحافظة على الحجاب الإسلامي، وعادات المجتمع العربي وتقاليده، كما استخدمت النساء النقاب لأجل التخفيّ وستر جمالها أو لاتّقاء عين الحسود، و(البوشي) هي نفسها (الپيچة)، الّتي كانت تُصنع من شَعر الخيل المنسوج بخفة، وأيضاً صُنعت من المخمل القماشي، تحجب (الپيچة) الوجه عن أعين الآخرين حجباً يكاد يكون تماماً ما عدا بروزات الوجه، والمرأة الّتي ترتدي (البوشي) يمكنها أن ترى ما يمرّ أمامها بسهولة تامّة، وذلك لدقّة القماش الذي تُصنع منه (البوشي). ويُذكر أنّ البرقع أشبه بـ (البوشي)، اُستُخدم لتغطية الوجه, واُتُّخِذَ قماشه في الغالب من الموسلين (نوع من القماش مصنوع من القطن)، والكتّان الخفيف والرقيق النسيج، واختلفت أشكال البراقع وألوانها من مكان لآخر، إذ تنوّعت تصاميمه، فمنها ما يغطي نصف الوجه، وآخر يغطّي فقط الأنف وفوق الحاجب قليلاً، وآخر يغطّي الرأس كلّه ما عدا العين، وآخر يغطّي من الرأس وصولاً إلى السرّة. أمّا التسمية الواردة الّتي تُطلق على النقاب في الإسلام فهي النصيف، والقناع، والبرقع، والسبّ، وفي اللهجة الموصليّة يُسمى (المشيلي والامخيّلي)، فالخيليّة الموصليّة تكون مصنوعة من شعر الحصان، وتستعمل من قبل المسلمات والمسيحيّات على حدٍّ سواء، أمّا في الوقت الحاضر فلا تستخدمها النساء. أمّا الخمار فهو ما تغطّي به المرأة رأسها، ويكون نوعاً من أنواع (البوشية)، يغطي الفم والأنف والحنك ويترك العينين خارجاً، وقد استعمل الخمار في العصر العباسي الأول، وما يزال استعماله في الوقت الحاضر من قبل النساء في القرى والأرياف، وهو في طريقه إلى الزوال؛ لأنّ النساء يتطلّعن إلى تركه. كانت النساء تتفنّن في وضع الخمار واختيار ألوانه، ممّا يضيف جمالاً وأنوثة على المظهر الخارجي والزينة بشكل عام، وكان الخمار قريباً من شكل الطرحة. لقد تميّزت المرأة العراقيّة بتفنّنها في تكميل الزي، وبشكل خاص ملابس الرأس، فزيّنتها بقطع من الحلي الثمينة، وقطع من الأحجار، وكانت تستخدمها كنوع من التعويذات، إذ تعتقد أنّ قطع الزينة ترتبط بصورة مباشرة بطرد الأرواح الشريرة وعين الحسود، فكانت لها مسميّات خاصة، ومن هذه القطع حلي ذهبيّة مرصّعة بحجر الشذر، أو الياقوت الملوّن، أو كتابة أسماء الله مثل (ما شاء الله)، وتُسمّى تلك القطع الذهبية بـ (اللبلابة). المصادر: المعجم الوسيط، إبراهيم أنيس، عبد الحليم منتصر، وآخرون. الأزياء الشعبية في العراق، وليد محمود الجادر.