رياض الزهراء العدد 141 منكم وإليكم
العِقَابُ المَحسُوسُ وغَيرُ المَحسُوس
كم نعصي الله (عزّ وجل) ولا يعاقبنا؟ فأجيب: كم يعاقبنا الله ونحن لا ندري؟ ألم يسلبنا حلاوة مناجاته؟ وما ابتُلي أحد بمصيبة أعظم من قساوة القلب، وإنّ أعظم عقاب قد تلقّاه هو قلّة التوفيق لأعمال الخير، ألم تمرّ عليك أيام من دون قراءة القرآن الكريم؟ بل ربّما تسمع قوله (سبحانه وتعالى) (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ..)/ (الحشر:21) ونحن لا نتأثر, وكأننا لم نسمعها، أيّ عقاب أكثر من هذا؟ ألا نحسّ بثقل الطاعات؟ ألم يُمسك لساننا عن ذكر الله (عزّ وجل)؟ ألا نحسّ بضعف أمام الهوى والشهوات؟ ألم نُبتلى بحبّ المال والشهوات والشهرة؟ أيّ عقاب أكثر من ذلك؟ ألم تسهل علينا الغيبة والنميمة والكذب؟ ألم يشغلنا الفضول في التدخّل فيما لا يعنينا؟ ألم يُنسنا الآخرة ويجعل الدنيا أكبر همّنا؟ هذا الخذلان ما هو إلّا صورٌ من عقاب الله (عزّ وجل). احذر فإنّ أهون عقاب لله (عزّ وجل) ما كان محسوساً في المال أو الولد أو الصحة، وإنّ أعظم عقاب ما كان غير محسوس في القلب، فاسأل الله تعالى العافية واستغفر لذنبك.