مِنقَارُ العُصْفُور

جواهر الزهراء إبراهيم/ لبنان
عدد المشاهدات : 178

في إحدى المزارع الواسعة كان عشٌّ صغير يوجد بين أغصان البرتقال فيه العديد من البيض الصغير، وكانت الأم تجلس على البيض ويتعهّد الأب إحضار الطعام, وفي ذات يوم فقس البيض وخرجت منه عصافير صغيرة، ومنذ ذلك اليوم لن تجلس الأم على البيض، بل ستذهب للبحث عن الطعام كالحبوب والديدان لتغذّي الفراخ الصغيرة. صارت الفراخ الصغيرة أكبر يوماً بعد يوم، وحان الوقت لتتعلّم الطيران حتّى تترك العشّ الذي لم يعد يتّسع لها. وبعد أيام قليلة بدأ الأبوان يحضران في خطتهما تعليم الصغار الطيران، شعر الصغار بالخوف في بادئ الأمر، لكن أبويهما كانا يبعثان فيهم الشجاعة والحماس، حتّى يتعلّموا الطيران بسرعة. كانت الأم تجمع أولادها بعد التمارين وتعلّمهم الدروس المفيدة، قالت الأم ذات يوم: عليكم أن تنتبهوا جيداً لأجنحتكم يا أحبائي، وحذارِ أن تصيبوا أجنحتكم بأذىً، فعندها لا تستطيعون الطيران، ومن ثمّ لن تحصلوا على الطعام. وبين تلك الزقزقة قال أحد العصافير: أمّي العزيزة لقد خلق الله لنا الجناحين لكي نطير بهما، ولكن لماذا لدينا منقار، وباقي الحيوانات يختلف فمها؟ أخذت الأم تعلّم أفراخها كيف تستخدم منقارها في الطعام وانتقاء الحبوب. وأخذ الأفراخ يعملون بطريقة والدتهم إلّا أنّ أحد تلك العصافير عاود السؤال مرّة أخرى: أمّي لماذا خلق الله لنا منقاراً؟ جاءت الأم بغصن صغير وأعطته للعصفور الصغير، وقالت له: أرمِه يا صغيري. رمى الصغير الغصن فقفز عدّة قفزات، ثم أعطت الأم ابنها غصناً بحجم الغصن السابق، لكنّه كان حاد الرأس، وطلبت منه أن يرميه أيضاً، ولكنّ الغصن هذه المرّة طار بعيداً جداً. أجابت الأم: بهذا الدرس العملي أردت أن أريكم يا صغاري كيف يُساعدنا هذا المنقار على اجتياز الرياح والتحليق بسهولة في الفضاء, كما أنَّه يُساعدنا على قلب التراب للحصول على الحبوب، ولكي نحافظ عليه نظيفاً دائماً نمسحه بريشنا. شكر العصفور الصغير أمّه وذهب ليحلّق بأجنحته ويواصل طيرانه بعد أن عرف لماذا خلق الله تعالى المنقار.