رياض الزهراء العدد 141 أروقة جامعية
أروقة جامعية
ما تخبّئه لنا الأروِقة هُناك.. عن التفاصيل الّتي تصنعُ ذاكرة الحلم، بين سندانِه.. والواقع.. نونُكِ.. "جَرَّةُ قَلَم" ماذا يعني أن تقولي: (الحمدُ لله)؟ إنها تعني أنكِ تعقدين مصالحة سريّة مع قدرك والحكمة الإلهية منه، إنها في لحظات الرّضا تعني شعوراً عارماً قد يكون عابراً، لكنّه غامر جداً بالحبّ تجاه الله.. تُرى كيف يكون شكل الحبّ تجاه الله؟ إنّه شيء من تسليم، كثير من قناعة، مزيد من الشكر على النعم.. كُلّ يوم.. هيّا أزهِري، تَوَرّدي، جرّبي أن تقولي: الحمدُ لله. بتمام الابتسام.. وتمام الرّضا.. "ممرّات" في النهاية، لن تكون الحرب مجرّد معركة في القوّة، أو في الذكاء، أو في العزم والإرادة. سـتكون معركة في المبادئ والقيم، فإذا كنت على استعدادٍ للتخلّي عن هذه القيم، فما الذي يجعلك مختلفاً عن عدوّك؟ ولماذا تحاربه؟ بل لماذا جعلته عدواً لك من أوّل الأمر؟ "مذكرات جامعية" الحلقة الواحدة والعشرون زحام البشر في كلّ أروقة الجامعة، لا يكاد يخلو رواق من مجموعات الطلبة.. الأطباء، المراجعون.. يا لهذه الدنيا المزدحمة.. كانت جالسة في سكون، وعقلها في صخبٍ لا يهدأ.. تُطالع عقارب الساعة وتراقب دقاتها.. خطوات الماشين في أروقة الجامعة لا تجعل تحديقها في الفراغ يضطرب.. تتنهدُ طويلاً.. يجيؤها الصوت من داخلها: ما الذي نفعله في هذه الحياة؟ ننام، لنستيقظ صباحاً، لنخرج لأعمالنا، لجامعاتنا، فنتعب ونجوع، فنستريح ونأكل، ثم نشعر بالحاجة إلى النوم مجدداً، لنخرج إلى العمل.. وهكذا، دورة الحياة الرتيبة هذه مملة وقاتلة، كم هي جوفاء وفارغة.. إلى متى تبقى فارغة؟ حتماً ستبقى هكذا إلى أن نحدث فيها ما يحفّز العقل، ويغذّي القلب، ويُحيي الروح، إذ لا حياة لعقلٍ خامل، لا حياة لقلبٍ لا ينبض.. زفرت زفرةً طويلة، وهمست بصوت يسمعه قلبها: ربّي أرجوك، دعني أصل إلى ما يرضيك، بملء الإرادة لا بملء التعب.. ثم قطع عليها ذلك الهمس رفّة جناح طائر قد حلّق بالقرب منها، نهضت مبتسمةً.. ومضت.. تلملم كلّ إرادةٍ في خلاياها.. حتى تصل!