الاسْتِغفَار

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 173

الاستغفار لغة: من الفعل غفر، أي ستر وغطّى. الاستغفار اصطلاحاً هو: طلب المغفرة والعفو من الله تعالى. قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا)/ (النساء:110). الذنوب التي يرتكبها الإنسان أو يشعر بها لها درجات ومراتب، إذ قد يكون الذنب كبيراً كالشرك بالله (عزّ وجل) ظاهراً أو حتى خفياً، وقد يكون ذنباً صغيراً كاللُّمم في تعبير القرآن الكريم، وقد يكون غفلةً أو نسياناً أو تقصيراً بإزاء الله تعالى في شكر نعمة أو أداء واجب أو في مواساة فقير أو فعل مكروه وغير ذلك. رُوي عن رسول الله (صل الله عليه وآله) أنه قال: «طوبى لمَن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كلّ ذنب: أستغفر الله».(1) بالاستغفار يبقى العبد على اتصال دائم بربّه، ويخشاه في كلّ عمل يقوم به صغيراً كان أو كبيراً، وهذا هو الهدف من طلب المغفرة، فإنّ الله تعالى يريد نجاة عباده. رُوي عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) أنه كان يوماً جالساً في حشد من الناس من المهاجرين والأنصار، فقال رجل منهم: أستغفر الله، فالتفت (عليه السلام) إليه كالمُغضَب، وقال له: «يا ويلك، أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار اسم واقع على ستة (أقسام): الأول: الندم على ما مَضى. الثاني: العزم على ترك العود إليه. الثالث: أن تعمد إلى كلّ فريضة ضيعتها فتؤديها. الرابع: أن تخرج إلى الناس ممّا بينك وبينهم، حتى تلقى الله تعالى أملس وليس عليك تبعة. الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتُذهبه بالأحزان، حتى ينبت لحم غيره. السادس: أن تذيق الجسم مرارة الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فحينئذٍ تقول: استغفر الله».(2) تقول إحدى النساء: مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري، وعندي خمسة أطفال، فأظلمّت الدنيا في عيني، وبكيت حتى خفت على بصري، وندبت حظي وطوّقني الهمّ، فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا، وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم، وإذا بشيخ يقول: رُوي عن رسول الله (صل الله عليه وآله): «من أكثر الاستغفار جعل الله له من كلّ هم فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب».(3) فأكثرت بعدها من الاستغفار، وأمرت أبنائي بذلك، ولم تمرّ سوى ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة، فعوّضت فيها بملايين، وصار ابني الأول على الطلاب، وحفظ القرآن الكريم كاملاً، وامتلأ بيتنا خيراً، وصرنا في عيشة هنية، وذهب عنّي الهمّ والحزن. نعم إنها أعجوبة الاستغفار التي غفلنا عنها، نحن نعلم أنّ كلّ كمال هو قبس من كمال الحق، وكلّما اقترب الإنسان من الله تعالى فإنّ نور الكمال المطلق سينعكس على وجوده أكثر. ..................................... (1) ميزان الحكمة: ج2، ص273. (2) مستدرك الوسائل: ج12، ص114. (3) ميزان الحكمة :ج7، ص336. الأسئلة: 1- ذُكر في القرآن الكريم فوائد الاستغفار في ثلاث آيات متتالية في إحدى السور، اذكري تلك الآيات. 2- رُوي عن الإمام علي (عليه السلام): «تعطّروا بالاستغفار لا تفضحكم........». أكملي الحديث. 3- جاء في الروايات الشريفة ثلاثة أصوات يحبّها الله (عزّ وجل)، فما هي؟ أجوبة الموضوع السابق: 1- نبيّ الله نوح (عليه السلام). 2- تكملة الحديث: «أشكركم للناس». 3- رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «فيما أوحى الله (عزّ وجل) إلى موسى (عليه السلام): يا موسى، اشكرني حقّ شكري، فقال: يا ربّ، وكيف أشكرك حقّ شكرك وليس من شكر أشكرك به إلّا وأنت أنعمت به عليّ؟ قال: يا موسى، الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني». (الكافي: ج2، ص146).