أنَا إِليكِ نَاصِحَة

زهراء سالم/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 154

في يوم جامعي جميل حدث ما لم يخطر في البال، بعد السلام والسؤال دار الحديث والمقال، قالت وقلنا، والتفتت إليَّ قائلة: ما لي أرى وجهكِ شاحباً، إنَّه نظيفٌ لكنَّه مُصفرٌّ، لِمَ لا تضعين ما يجمِّله، ويزيِّن منظره، إنَّه أمرٌ جُبِلت عليه النسوة، لا خجل في فعله، أنا إليك ناصحة، تبسمت قائلة: أنا أكره أن أضعه؛ لأني استحرمه، ردّت: لكنَّ عمرك يجيز لك وضعه، خذيها منّي نصيحة. نظرت في وجهها وحبست جمرة قولها في قلبٍ أخرج نيران غضبه بابتسامة سلام لا بجواب غاضب، وظنت بنفسها خيراً فاعلة، وسأطبّق كلامها، وآخذ بنصيحتها، وتنتظر منّي أن أقول لها: شكراً لكِ كثيراً، والله كأني أراها قد خيّرتني بين الجنَّة والنار، بين جمال مصطنع ينتهي مفعوله وتبقى ذنوب فعله عالقة بين طيَّات صفحات الأعمال، وبين جمال روحٍ راضية بما أعطاها خالقها وأنعم عليها بنعمه. أية نصيحة؟! وأيِّ جمال؟! مالكنَّ اتبعتنّ أهواءكنّ، وجرتكنَّ خيول شياطينكنَّ، بأفعال طالما أغضبت عرش الجلالة أما قرأتنَّ في الكتاب العزيز: (..وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى..)/ (الأحزاب:33)، أية جاهلية تعشنها، ما غركنَّ بربكنَّ، وما عذركنَّ من نبيّه (صل الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، أولم تكن لكُنَّ في نساء أهل البيت (عليهم السلام) أسوة حسنة؟! أين بنات فاطمة؟! أين بنات زينب؟! أقول: عجباً لهذا الزمان، يُنصح فيه الصحيح ليفسد، ويُؤيد فيه الخاطئ ليُنصر.