رياض الزهراء العدد 140 لحياة أفضل
لا تُقَارِنْ نَفسَكَ بالآخَرِين
تدور أحاديث وهواجس بين المرء ونفسه, يوجد مَن يجنح إلى مسايرتها بشقها السلبي, ومَن يجدها مضيعة للوقت ما لم تشحذ طموحاً نحو بلوغ ما يتمناه وفقاً لإمكانياته وطاقاته وقدراته, فنجد مثلاً مَن يحدّث نفسه أنّ (س) من الناس يمتلك سيارة أكبر من سيارته, وهي أم لأطفال ناجحين, لماذا لا تكون مثل أخيك؟ يقول المثل (مَن راقب الناس مات هماً)، إذ إنّ المقارنة فخ سهل الوقوع فيه, فكلّ شخص له إمكانياته وطموحاته وأهدافه وظروفه وطاقة وحدود لا نستطيع أن نتجاوزها, فالمقارنة بجميع جوانبها سيئة. إذاً عندما تقارن بين الأشخاص تذكر أنّ لكلّ فرد قدرات ومواهب، فعندما تقارن بين الجزر والتفاح, الجزر له فوائده، والتفاح أيضاً له فوائده. فبالمقارنة تفقد نصف ثقتك بنفسك، فليس شرطاً أن يخسر غيرك لتفوز أنت في المقارنة. عندما تقارن نفسك بالآخرين فإنك تدخل بذلك في دوّامة لا تنتهي، وستجد دوماً مَن هو أفضل منك, على الرغم من اقتناعك بما تملك، وسيتبيّن لك مع الوقت أنك تضيّع وقتك بمسألة غير مجدية لا نهاية لها, ففيها ظلم أو عقاب للذات؛ لأنّ المقارنة تجعلك تركّز على نقاط ضعفك في مواجهة نقاط قوة عند الآخرين, وتصبح هنا المقارنة غير عادلة وغير منصفة وغير متكافئة. الانشغال بمقارنة نفسك بالآخرين يؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية، وهو ما يظهر جليّاً على وجهك ويفقدك كلّ عنصر جاذبية يمكن أن تتمتع به.