زُهُورُ اليَاسَمِين.. فِي المِيزَان

تبارك فاضل/ ذي قار
عدد المشاهدات : 130

المرأة اليوم لها دورٌ كبيرٌ وواضحٌ وذو أثر بالغ، فعلى الرغم من أنها إنسانة خُلقت بقلبٍ لطيف وروح رقيقة فهي تجيد دورها وتستغل قدراتها بشكل يفوق قدرتها؛ لكي تبدع في مجال عملها، وتأخذ قدراً من العلم ليتناسب مع طبيعة عملها، حتى تكون أكثر كفاءة وعلمية في المجتمع، فهي فضلاً عن مشاركتها الرجل ومساندته في سدّ متطلبات الحياة يعدّ وجودها مُهماً إلى جانب الرجل في تحمّل المشاق ومواجهة المصاعب، فإذا نظرنا من الجانب الأسري فالرجل يقوم بالعمل لسدّ حاجات أسرته والإنفاق عليهم، أمّا المرأة فهنا يأتي دورها لتساعد زوجها في تنظيم الحياة العائلية ورعاية أسرتها وبثّ الحب والطمأنينة بين أفرادها، فتكون المعادلة هنا موزونة، فغاية المرأة هنا لترعى أطفالها وبيتها وغاية الرجل أن يعمل ويوفّر الحياة الكريمة لأسرته، وفضلاً على ذلك نجد اليوم الكثير من النساء يعملن الأعمال الخيرية لمساعدة الناس مادياً ومعنوياً، فقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ قدرة المرأة العاطفية تعدّ من أهم صفاتها، ممّا يُساعدها على التعامل مع بعض الحالات التي لا يستطيع الرجل التعامل معها؛ لأنّ للمرأة دوراً مهماً في التأثير والإقناع والتواصل، فالمرأة تستطيع أن تتولّى الكثير من المؤسسات والهيآت الرسمية التي تهتم بالأمور الأسرية وحقوق المرأة والطفل، إضافة إلى إقبال بعض النساء على تعلّم العلوم الشرعية وإتقانها حتى تستطيع أن تُساعد أخواتها من النساء اللواتي تعرضنَ للإساءة أو غيرها وتعليمهنّ حقوقهنّ الشرعية. فضلاً عن تلك الجوانب هناك نساء اليوم مجاهدات، فكم امرأة عراقية اليوم وقفت وقفة شامخة بوجه الإرهاب، وقُتلت في سبيل الوطن وحماية الأعراض، وكم امرأة اليوم تُقاسي جروحها وهي تربي أيتامها، فهذه الأدوار التي ذكرتها مسبقاً جزء لا يتجزّأ من المهمات التي تقع على عاتق المرأة، فكم أنتِ عظيمة أيّتها المرأة، تمتلكين جميع المقومات، تارة امرأة رقيقة كزهور الياسمين، وتارة أخرى امرأة قوية تتحدى الصعاب.