رياض الزهراء العدد 140 لحياة أفضل
حُرُوفٌ نُورَانِيَّة.. زَهْرَاء
حروف ذات معنى يفوق عنان السماء، لبنت نبيّ أسماها الله بالزهراء.. حروف أشعلت الدنيا منها أنوارها، وأزهرت بمصابيح الدجى العلياء.. وفقهت بها القلوب شمائلها الحميدة، وأُضيئت الدروب بها من الظلمة البلهاء.. أليس قلبك الضمآن منها يرتوي عند سماعك نغمة اسمها العذباء.. وبذكرها عقلك ينبع نوراً وعلماً، كأنه نهر جارٍ على عقول العقلاء.. أو ماذا يحصل عند ذكر مصيبة، وما مصيبة أعظم من مصيبة الزهراء.. مكسور ضلعها، مقتول جنينها، وقاست ما قاست من الأرزاء.. لقد أوصى الله بها في كتابه، كيف وهي المصباح المستضاء.. أبوها محمد، وبعلها عليّ، والحسنان أبناها، أصحاب الكساء.. مَن هي؟ لا.. بل هي، ولا يعرف من هي إلّا الأتقياء.. هي نبراس ومشعل نور يستنير بها الدرب من الظلماء.. الله فضّلها على نساء العالمين وجعل ذريتها الأئمة النجباء.. إن كنت عليلاً أو حزيناً فاذكرها، فهي الدواء من كلّ داء.. وتوجّه بها إلى الله (عزّ وجل) ولا تترك ذكرها، فإنّ ذلك عين الجفاء.. ولا تدع الجهل يسبقك خطوة، واسبقه خطوات لتفوزَ بالهناء.. فهي العلم وعدوها الجهل، بل العلم منها مرتوٍ ومضاء.. أما حان للجهل أن ينقضي، كأنه لبلاب(1) متسلط على ظهور الجهلاء.. فاترك فما هذه الدنيا إلّا بحمقاء.. وتمسّك بحبّ فاطم وبنيها، فهم أصحاب العترة السمحاء.. يا بضعة الهادي الأمين ونبعه، ننعم بذكرك يا زهراء.. ............................ (1) نباتٌ عشبيٌّ مُعتَرِشٌ يلتفُّ على المزروعات والشَّجَر، وهو من الفصيلة العُلَّيقيَّة.