دَسُّ السَّمِ فِي عَسَلِ بَرَامِجِ الأَطفَال

سوسن بدّاح خياميّ/ لبنان
عدد المشاهدات : 165

نشهد في عصرنا الحاضر تطوراً متسارعاً في وسائل الاتصال الجماهيري، ويعدّ التلفاز من أهم تلك التقنيات قرباً إلى الناس وأقواها تأثيراً عليهم بخاصة فئة الأطفال، إذ يحظى باهتمامهم فينتظرون البرامج الخاصة بهم بلهفة ويتابعونها بتركيز، ويعدّونها أنموذجاً ويقومون بتقليدها، ومن ثمّ تطبيقها بمعظمها، في الواقع هذا جيد إن كانت هذه النماذج تحوي قِيَماً سليمة، ولكن ماذا لو كانت تتضمن مفاهيم سلبية بنسبة تفوق الإيجابية؟ تشير عدّة دراسات وأبحاث أُجريت بشأن برامج الأطفال إلى أنها ترتكز بمعظمها على مفاهيم العنف والسحر، واستبعاد واضح للعقائد الدينية، وبخاصة تلك البرامج المستوردة من الغرب والمقصود تصديرها عن سبق إصرار وترصد للدول العربية للحدّ من إبداع الطفل العربي، وتغذية سلوكه الإجرامي، إذ إنها لا تتضمن العنف الجسدي فقط، بل تتعداه إلى اللفظي والمعنوي باستخدام حيل ومؤثرات خيالية لجذب الطفل، ومعظم هذه البرامج لا تقدّم مفاهيم اجتماعية أو قيماً إنسانية وإن فعلت فتكون مفاهيم غربية تتنافى مع معتقداتنا العربية والإسلامية. وقد لاحظ خبراء علم نفس الأطفال أنّ الرسوم المتحركة تؤثر في سلوكيات الطفل بشكل كبير وبخاصة أنّ الطفل مادة خامة قابلة للعجن، الأمر الذي يجعله يتقبل المفاهيم السيئة كالعنف والسحر على أنها سلوك مقبول، والإنسان العنيف هو الذي يتغلّب على الشر ويلقّب بالبطل، ومن ثمّ يتبنى في حياته مفهوم العدوانية ويجسدها في محيطه الاجتماعي مستبعداً التصرّف بعقل وحكمة. هذا اختصار لمخاطر مضمون معظم برامج الأطفال، وهنا يأتي دور الأهل وهو الأهم على الإطلاق، إذ من واجب الوالدين المراقبة، والنصح، والمناقشة، واختيار البرامج الهادفة لأولادهم، فلا يخلو الأمر من أصحاب الضمير والأيادي البيضاء التي تقدّم برامج هادفة تتضمن التسلية والترفيه والفائدة.