رياض الزهراء العدد 80 شذرات إسلامية
سُلَّم الوِقَايةِ مِن العَذَاب
دعوت على مرّ السنين ربّي.. يا ربّ.. يا حبيبي.. يا إلهي اقضي لي حاجتي..! فتلاطمت أمواجٌ من الأفكار في ذهني، لماذا لا تقضي ربّي حاجتي؟ فاستغفرت من ذلك ربّي، وقرأت (لا شفيع أنجح من التوبة).. هكذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام).. فقلت في نفسي: ويحكِ.. أضمنتِ يا نفس عدم الخطأ؟ فالتوبة والاستغفار من وصايا ربّي.. فطرقت أبواب الحبيب المصطفى وآله.. راجيةً رحمة ربّي.. فوجدت أركاناً.. وشروطاً.. لابدّ من أن اتّباعها.. خذي هذا القلم والقرطاس فدوني.. الاستغفار ونصوح التوبةِ.. واستبقيها بصدق النيةِ.. ولا تنسي الندم فهو من مقدمات التوبةِ.. وقولي: أمضيت أول ركن من وصايا ربّي.. فحدثت نفسي، أهكذا الاستغفار إليك ربّي؟ فقرأت: "ثكلت أمك أتدري ما الاستغفار؟ إن الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان".. هكذا قال الإمام علي (عليه السلام).. (الندم على ما مضى) ركنٌ أول.. (والعزم على عدم العودة إلى الذنبِ) ركنٌ ثانٍ من أركان التوبةِ.. وقد قال حبيب ربّ العزةِ: "ترك العزم يكشف عن نفي الندم".. أمّا الثالث والرابع فشرطان لقبول التوبةِ فالثالث أدّي ما عليكِ من حقوق البشرِ.. حتى تلقي الجبار وما عليكِ من تبعات.. والرابع توجهي إلى ربّ الجلالة.. وأدّي كلّ ما عليك من الفرائض.. وأخلي الذمة من كلّ واجبِ.. فقطعت مسافات للتقرب من الربّ.. فلا تنهاري أو تهوي وأكملي صعود السلّم.. لأن الخامس والسادس شرطان لإكمال التوبةِ.. والخامس اعمدي إلى اللحم الذي نبت على السحتِ.. وأذيبيه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظمِ.. والسادس أن تذيقي الجسم ألم الطاعة.. كما أذقتِها حلاوة المعصيةِ.. واسمعي حكمة لقمان لابنه.. يا بنيّ لا تؤخر التوبة، فإنّ الموت يأتي بغتة..