رياض الزهراء العدد 140 الحشد المقدس
فِي رُبَاك
على سواترِ العشق تقفُ بقايا خطوات الحبّ، وتعانقها رصاصات أفرغت غضبها في ساحات الخلود، فتصطاد وحوش الفلا، تلك الآثار تزاحمتْ هناك، ما زالت الأرض تحتفظ بنبضاتِ أقدامهم وتتبعهم إلى مكان انقطاع النبض حيث توقفت الخطوات، وتلوّنتْ بأزاهير الإباء، لم تكن تلك دماءً، بل ثوبَ عزٍّ صان للحقّ بقاء، وقفتْ القدمان هناك، بل كانت واحدة وأخرى، ضَلّتْ تواجه العراك، ترفض وقع هزيمتها على الرغم من فوزٍ تحقّق وهو يحمل جنان الخلد بين طياته، متمتماً بين خرير أنهارها. هل أراك.. بلداً تحررت جبهته من ضيم أوغاد فتبدو في علاك؟ سالماً منعّماً وننثر عبير التضحية هناك في ثراك، حيث أرواحٌ تعالت في سناك، تُهدي جلَّ مهجتها في رُباك.. في رُبَاك.. أطفال فقدتْ ربيع أيامها لتعانق خريف اليتمْ.. في رُبَاك.. نساءٌ ترمّلتْ بعد أن أهدتْ إلى أرضكَ رجالَ حلمْ.. في رُبَاك.. أمٌ نذرتْ أن تعلو أهازيجها مسبوقةً بدمعة أمْ.. في رُبَاك.. تعفّنتْ أجساد مَن آذانهم عن الحق تُصَمْ.. في رُبَاك.. ستبقى حكاية فخر يرويها تاريخ من دمائهم وُسِمْ..