كُتُبٌ كُتِبَ عَليهَا +6
(رشة عطر) تجاوز عمري الاثني عشر عاماً ماعدا تلك الطفلة التي تنتظر أوقات النوم حتى تغذي فكرها بمجلة تحوي من القصص العبر، ومن اللون الوضوح! نعم من اللون الوضوح، فما زالت مكتبتي تحتفظ في رفوفها بقصص عمري الصغير وإن تغيّرت أفكاري ومشاعري إلّا أنه تكوّنت لي شخصية رسمتها ظلال تلك القصص التي كانت تحافظ على مصداقيتها بألوانها الصريحة وبلغتها البسيطة التي كبرت في دواخلنا لتكبر معها تلك المبادئ، فرسمت من الصراحة وطناً، ومن البساطة بيتاً، فعندما أحتاج إلى الكلام معي فأنا على يقين بأني سأغتال هشاشة الكسل بطفولتي. (سفر) ألوان للوحات أُخر.. أسمع صوت صلاتها في خافقي حين أرى اسم فاطمة.. فألوذ ببابها المحترق خجلاً ولا أبتعد.. ليتني أقفُ على باب قبرها انتظر، فأعرف شذرات من أخبارها.. فمن سطور حياتها استمد قوتي.. بحثت حولها وفي صفات مثلها، لم أرَ بعيني ولم أجد مفتاحاً لقفل كلمات وخطوات.. أضفت ألواناً على حياتي، فأصبحت بشرايين جُدُد.. كالشمس أشرقت، وفي غروب الأيام رحلت.. الحروف عقيمة في صفحة الزهراء (عليها السلام).. فهي امرأة خطّت خُطاها على الواقع، وأغلقت أبواب القصص، ولم ترد.. (إذا تنفس) بسم الله الرحمن الرحيم: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)/ (الفرقان:58). علينا أن نترك أبواب الحياة مفتوحة في وجه قلوبنا، فلم تعد تلك القلوب تتعلق بداخل أو خارج، ولا تحزن على مغادِر، فلا يبقى معنا سوى الابتلاءات، الحياة ليست اختباراً لقوة الشخصية، بل هي اختبارٌ لقوة الاستعانة بالله (عز وجل).