أَنتَ التَّغيِيرُ الّذِي يُغَيِّرُ مَسَارَك

هديل غازي الموسوي/ القادسية
عدد المشاهدات : 134

الأذى يكمن في أننا لا ندرك قيمة أنفسنا إلّا عندما يظلمنا الآخر أو بالأصح إلّا حينما نستشعر أذى الآخر لنا، فنشعر بأننا ضحايا، ويصبح الإنسان ضحية أو مظلوماً عندما يتنازل عن إنسانيته وكلّ حقوقه طوعاً أو كرهاً من أجل الآخر أيّاً كانت درجة الحب أو القرب. التنازل يجبركَ على أن تكون ما رسمه الآخر لكَ وليس ما أنت عليه، حينها ستدرك ما انتزعته أنت من نفسكَ، فأصبحتَ عبداً للإنسان لا للخالق الذي خلقك حراً طليقاً أفضل المخلوقات، (أحياناً تكون أنت السبب الوحيد في ظلم نفسكَ)، ربّما لا يدرك الأكثرية مفهوم هذه العبارة، فيمضون غارقين في الشعور بالمظلومية أو التهميش، ويتقبّلون كلّ ما يحدث لهم من تعنيف أو تصغير أو تحقير بحجّة الحظ أو القدر أو.. أو ماذا بيدي أن أفعل, متناسين الرجوع إلى الله تعالى وإلى كتابه، فمتى خلقنا تعالى ليستعبدنا الناس؟! إنّ الخضوع المطلق للجهل أو الصوت الأعلى من صوتكَ هو إذن منكَ للآخر بالتمادي، كلّ ما عليكَ فعله هو الثقة بالله تعالى، ومن ثم الثقة بنفسكَ والتحلّي بالصبر والشجاعة في سبيل تصحيح مساراتكَ، واللجوء إلى القراءة والعلم والتعلّم وملء أوقاتكَ بما ينمّي عقلكَ وشخصيتكَ وأفكاركَ، حينها تستطيع قراءة الواقع بصورة تسمح لكَ بالتغيير السلمي للخروج بأقل الخسائر، أن تجلس وتندب حظكَ العاثر فذلك ليس حلاً, فكّر, قرّر, غيّر؛ فأنت تستحق التغيير ولا أحد غيركَ, أنت قادر على إزالة أذاكَ وضيمكَ، القرار من داخلكَ فحسب.