رياض الزهراء العدد 140 منكم وإليكم
ظَاهِرَةٌ تُهَدِّدُ قِيَمَ الإِسْلَامِ وَثِقَةَ المُجتَمَع
ما نراه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي لا يُظهر الاحترام نحو الرجل والمرأة على حدّ سواء، بل نجد قلّة الاحترام هي المتفشية، فنقرأ الكثير من المنشورات التي تسخر من المرأة من فرط مشاعرها ممّا تحبّه وممّا تكرهه، وكأنها أداة للعب والاستهزاء، وكذلك الرجل فيبدو أننا أمام كارثة مجتمعية كبيرة تشكّل تهديداً للمستوى الأخلاقي في المجتمع، ألا وهي التحرّش اللفظي، الأمر الذي أصبح تعويداً لدى الشباب والمراهقين بصورة عامة، ويا للأسف في الشارع يصدر كلام نابٍ عن أطفال لا يتجاوز عمرهم الخامسة عشرة. فالبعض يبرّر التحرش بالمرأة وكذلك الرجل بأسباب مختلفة، وأتذكر مرة كنت في زيارة إلى إحدى العتبات المقدّسة وكان يوماً ماطراً وكنت أرتدي عباءة محاولة حماية نفسي من الريح القوية، فإذا بشاب يقترب بدراجته النارية مني ويسمعني كلاماً بذيئاً، ومن يومها أدركت أنّ المشكلة ليست في نوع الملابس أو الحجاب، بل في التربية والثقافة التي تعطيها الأسرة للفرد، المبنية على تقليل احترام المرأة أو التقليل من قيمة دورها في المجتمع. فلا ننسى أنّ المرأة العاملة اليوم هي مسؤولة داخل البيت وفي العمل كذلك، فربّة المنزل لها مَهام كثيرة، ففي ظل الظروف الصعبة نرى كثيراً من ربات البيوت يعملن في المنزل لتغطية نفقات الأبناء ومساعدة الزوج، ومنهنّ مَن تخيط الثياب أو تصنع الأطعمة الجاهزة للبيع وغيرها من الأعمال التي تزيد من الدخل الشهري لأسرتها، فهي تكافح ضدّ قهر الحياة، وليس هذا فحسب بل إنّ للمرأة العراقية بطولات لا تُحصى، إذ إنها شاركت كمقاتلة وصحفية حربية، ومنهنّ مَن استشهدت، ومنهن مَن استطاعت على الرغم من كلّ الظروف التي تحيط بها أن تحافظ على عقيدتها وحجابها، وتتسلّح بالصبر والإيمان. إنّ تفشي ظاهرة التحرّش لها مساوئ خطيرة، منها تفشّي الخوف، وعدم الثقة، والإحساس بعدم الاحترام بسبب الإهانة الجارحة من قبل المتحرّش، مثلما أنّ السكوت عليها يشكّل ظاهرة غير حضارية وهمجية تولّد انعدام الثقة بالشريك الآخر، ويجب أن تعمل الجهات المختصة والمسؤولة على تطبيق القانون لمعالجتها بأيّ وسيلة من حيث فرض العقوبات، وكذلك القيام بحملات توعية في المجتمع الأمر الذي قد يمنع هذه الظاهرة.