أَطفَالٌ ضَائِعُون

بيداء حسن العوادي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 147

كانت هناك فراشة تتراقص من زهرة لأخرى فرحةً بقدرها، روحها المرحة تنثر عبيرها في كلّ قلب، وفي يوم ما حان اقتطاف زهرتها ليقطفها القدر، ويأخذها إلى مملكة الزواج حيث أحلامها هناك، وبعد مدة وجيزة أخذها الذبول حتى جاء الوقت الذي تحلم به حاملاً بصيص أمل بوجود جنين يضيء لها الطريق، وبدا ذلك الصغير يتراقص بين جنبيها، وأخذها التفكير في جنسه، هل هو ولد أو بنت؟ تُرى ما الفرق بين الاثنين، فهناك مَن يحتج بأن الولد يحمل اسم العائلة، ولكن نسي أنّ البنت يمكن أن تكون خيراً منه، وتُهدي بعفتها للعائلة أجمل اسم، أنجبت بنتاً وبدأ التهديد بأنه يجب أن تنجبي ولداً لا نريد هذه الفتاة، بدأت حياتها تتجه نحو الظلام، كلامهم قتل فيها العقل، واقترب من اغتيال العاطفة، حتى وصل الأمر إلى التفكير برميها في طريق المسجد، ليأخذها مَن هو أحقّ بهم منها، وهي تراقبها عن بعد حتى أخذها أحدهم لتنتهي رحلة تلك الطفلة من حياة أمّها في ملجأ أو مستشفى لتنعم بحياة أخرى مع غرباء. ما الذي يحدث لأمهات هذا الزمن يرمين أطفالهنّ على الطرقات بسبب أعذار واهية وأخطاء تفكير القرون البائدة؟ ماذا جرى لعراق الخير ليفكر بعضهم بأفكار الغرب في رمي أطفالهم على الطرقات، الأهل يجبرون البنت على زوج ذي أخلاق ذميمة؛ فقط لأنه يملك المال ويتركون البراعم تتساقط في هذه الأرض. متى تتخلّص العقول من قيمها البالية؟ متى نرى الوعي هو الحاكم، أسئلة تقف على ضفاف الحياة!