رياض الزهراء العدد 140 منكم وإليكم
لِمَاذَا عَامَان؟
إنّ الله تعالى حكيم، ومن باب حكمته أنه تعالى لا يأمر بشيءٍ إلّا لوجود مصلحةٍ ومنفعةٍ تقتضي هذا الأمر، ولا ينهى عن شيءٍ إلّا لوجود ضرر أو مفسدة اقتضت ذلك النهي، حاشى لله أن يأمرنا بشيءٍ أو ينهانا عنه عبثاً. ومن هذه الأمور: تحديد مدّة الرضاعة الطبيعية المثالية بسنتين، كما ذُكر في القرآن الكريم، (..وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ..)/ (البقرة:233). فنجد الله تعالى قد حدّد أقصى مدّة للرضاعة المثالية وهي سنتان، وقد قال جلّ جلاله (الوالدات)، ولم يقل (الأمهات)؛ لأن الأمهات أعم من الوالدات، وحولان يعني (سنتين) كما في تفسير الميزان للسيّد الطباطبائي(1). وقد رُوي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «الرضاع واحد وعشرون شهراً فما نقص فهو جور على الصبي»(2). فهل من وجود سبب أو علّة لهذا التحديد؟ وهل علينا أن نسلِّم بأنّ الرضاعة الطبيعية الزائدة على السنتين تؤدي إلى الضرر؟ قد تتساءل بعض الوالدات: لماذا هذه المدّة بالتحديد؟ أو ما الأضرار إذا زادت الرضاعة الطبيعية فوق السنتين؟ الجواب: يقول الأطباء إذا استمرّ الطفل بالرضاعة الطبيعية أكثر من عامين فهناك عدّة أضرار طبيّة وأخرى نفسيّة، منها: 1. الإصابة بمشاكل في الأسنان نتيجة كثرة نمو البكتيريا، وهو ما يسبّب تغييراً في لونها وتسوس الأسنان والضروس تدريجياً. 2. التعلّق الزائد بالأم، الأمر الذي سيجلب له الكثير من المشكلات في حياته المستقبلية. 3. التأثير المباشر وطويل المدى في قدرته على بناء شخصيته. 4. قتل روح الاكتشاف عند الطفل، والتواصل مع العالم، وأيضاً قتل قدرته على الاستقلال ممّا يؤثّر في قدراته العقلية والمهارية. ..................................... (1) تفسير الميزان: ج2، ص138. (2) الكافي: ج6، ص58.