أدْوِيَةٌ لَهَا تَأثِيرٌ سُمّيٌّ حِيْنَمَا يَتِم تَنَاولُهَا مَعاً
لطالما نصح الاختصاصيون بعدم تناول العقاقير الدوائية المختلفة في آن واحد أو في أوقات متقاربة تجنباً؛ لحدوث تداخلات دوائية قد ينتج عنها تفاعلات كيميائية تؤدّي إلى تفاعلات ضارة بالجسم أو حتى إلى سموم قاتلة، ومع زيادة إقبال الناس على تناول العقاقير الدوائية كالمسكّنات، وحبوب المكمّلات الغذائية التي يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبية أصبح الأمر أكثر خطورة، وتُظهر الدراسات والأبحاث الحديثة أنَّ قرابة (28%) من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (20-59) عاماً يُقبلون على تناول بعض العقاقير الدوائية الموصوفة لهم مسبقاً دون استشارة الطبيب مجدداً، وهو ما يجعلهم أحياناً يقدمون على أخذ جرعة تعادل ضعفي أو ثلاثة أضعاف الجرعة التي يصفها الطبيب، أو لجوء المريض إلى علاج نفسه بعقار أو عقارين معاً ممّا يؤدّي إلى عواقب وخيمة قد تودي بحياة المريض. إنَّ من أكثر الثنائيات الدوائية خطورة هي: الثنائي الأول: (مسكّنات الألم + مضادات الاكتئاب) مثل (opioids + ssris). إنّ بعض مضادات الاكتئاب تعمل على زيادة مستويات إفراز الدماغ لبعض المواد الكيميائية مثل السيراتونين المُسمّى بهرمون السعادة وبعض مسكّنات الألم تؤدّي إلى ارتفاع إفراز السيراتونين إلى مستويات عالية للغاية، فيُصاب الشخص بحالة من الهياج وارتفاع درجة حرارة الجسم وتسارع نبضات القلب ومستويات التنفس. الثنائي الثاني: (مضادات فطرية + أدوية خفض الكوليسترول) مثل (fluconazole + statins). إنّ المضادات الفطرية خاصة وهي مركبات (الفلوكونازول) من أكثر العقاقير المستخدمة في علاج الالتهابات الخمائرية التي تُصيب (75%) من النساء، كما تُعدُّ عقاقير الستاتين من أكثر العقاقير التي يصفها الأطباء في جميع أنحاء العالم لخفض مستويات الكوليسترول في الجسم، وأنَّ استخدام هذين العقارين معاً له أثر خطير؛ إذ يؤدّي تناولهما معاً إلى وهنٍ عام في عضلات الجسم ويؤدّي كذلك إلى الفشل الكلوي. الثنائي الثالث: (مرضيات العضلات (مزيلة التشنّج) + مضادات القلق + مسكّنات) مثل (benzodiazepines + carisoprodol + opioids). هذه التوليفة من الأدوية تؤدّي إلى أثرٍ قاتل لا محالة، علماً أنّ المريض يجد نفسه في وضع يستدعي تناول هذه العقاقير الثلاثة معاً (قد يكون هذا ناتجاً عن أنّ كلّ دواء منها قد تمّ وصفه من قبل طبيب مختلف أو عن تكرار المريض لوصفات مختلفة دون استشارة الطبيب). الثنائي الرابع: (أدوية علاج القلق + المسكّنات) مثل (benzodiazepines + opioids). لكلّ من النوعين المذكورين أثر مثبط أي يمنحان الشعور بالراحة والسعادة، فإذا كان الشخص مصاب بشعورٍ عالي من القلق والتوتر أو يعاني من آلام شديدة (كآلام الأسنان) فنتناولها معاً ممّا يؤدّي إلى خفض مستوى نبض القلب ومعدّل التنفس إلى مستوى خطير. وهنا يجب التأكيد على عدم تناول العقاقير الدوائية من دون استشارة الطبيب مع إعلامه بالأدوية التي تمَّ وصفها من قِبل طبيب آخر لعلاج حالة صحية أخرى.