نَمَطُ الشَّخْصِيَّةِ (أ) و (ب)

د. حوراء حيدر الجابريّ/ كليّة الإمام الكاظم(عليه السلام)
عدد المشاهدات : 204

استنتج علماء نفس الشخصية أنَّ هناك أنماطاً من الشخصية يمكن وفقها تصنيف الأفراد، وهما: نمط الشخصية (أ)، ونمط الشخصية (ب)، ونمط الشخصية (أ ب)؛ إذ يتّسم الفرد من نمط الشخصية (أ) بالتنافس والعدائية ونفاذ الصبر، وتشير الدراسات إلى أنّه يتّسم بالشكوك بدوافع الآخرين، وأنَّ هذه الخصائص تؤدّي به إلى مخاطر صحيّة، ومن ثمّ الإصابة بأمراض الشريان التاجي للقلب، أمّا نمط الشخصية (ب) فهو يتّسم بالاسترخاء وعدم التنافس والصبر والهدوء والثقة، وأنَّ نمط الشخصية (أ ب) هو النمط الذي يجمع مواصفات النمطين وبشكلٍ معتدل. فيما يخص نمط الشخصية (أ)، يتميّز الفرد من نمط الشخصية (أ) بالتنافس والعدائية والغضب وإلحاح الوقت وغيرها من السمات التي تسبب لهُ مشكلات مع الآخرين سواء مع أصدقائه أو رفاقهِ في العمل، إذ يكون تنافسياً في جميع الأوقات وفي حالات لا تستوجب المنافسة، وينفذ صبره بسرعة وهو غير مفيد في الأعمال التي تتطلّب صبراً على عكس من ذلك نمط الشخصية (ب)، والمشكلة الأساسية لنمط الشخصية (أ) هي إصابته بأمراض الشريان التاجي للقلب، إذ يرى بعض الباحثين أنَّ الأشخاص من نمط الشخصية (أ) عادةً ما يكونون مشغولين إلى حدٍّ كبير بعملهم وأسرتهم على نحو يجعلهم يتجاهلون الأعراض الجسمية التي تُعدُّ مؤشرات مهمّة على المرض وبالتالي الإصابة بمرض القلب واستفحال هذه الإصابة بسبب تقاعسهم في البحث عن المشورة الطبية أو تغيير سلوكهم لخفض التوتر. وكشف الباحثون عن عددٍ من التفسيرات المحتملة لتفسير العلاقة بين النمطين (أ) و(ب) والإصابة بأمراض الشريان التاجي: الأشخاص من نمط (أ) يُظهرون ردود فعل فسيولوجية أكبر من الأشخاص من نمط (ب)، وأنَّ الصعود والهبوط المتكررين في ضربات القلب وضغط الدم ربّما يضعف الأوعية الدموية ويمزّقها. إنّ الأشخاص من نمط الشخصية (أ) قد يضعون لأنفسهم ضغوطاً أكثر مقارنة بالآخرين، وذلك أنَّ ميلهم إلى التنافس -على سبيل المثال- قد يؤدّي بهم أن يضعوا أنفسهم تحت ضغط كبير، وأنَّ عدائيتهم قد تستفز الآخرين وتسبب لهم الكثير من المتاعب أو الجدل أو الخصومة أو الصراع معهم، وتساوقاً مع هذا التفكير وجد بعض علماء نفس الشخصية أنّ الأفراد من نمط الشخصية (أ) يتّصفون بمستوى عالٍ من العدائية وكانوا أكثر ميلاً إلى المشاحنة وأكثر أحداثاً حياتية سلبية وأكثر خصومة أو نزاعاً مع الزوج أو الزوجة، وأكثر تعرّضاً للضغوط في ميدان العمل مقارنة مع الأفراد الذين يتّصفون بمستوى منخفض من العدائية. يفتقد ذوو نمط الشخصية (أ) إلى الإسناد الاجتماعي، ويشير الباحثون إلى أنَّ الإسناد الاجتماعي يُعدُّ مصدراً مهمّاً للصحّة الجيدة وفي خفض الضغوط. إنّ أصحاب النمط (أ) لديهم ميول تهكّمية وشكوك نحو الآخرين، ويميل النمط (أ) إلى إظهار عادات صحية تسهم في زيادة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية مثل قلّة التمارين الرياضية، وتجاهل أعراض التعب أو الإجهاد الذي يعتريهم.