رياض الزهراء العدد 140 واحة البراءة
اسْتِقْرَارُ الأرْضِ نِعْمَةٌ
أقبلت ريحانة على المنزل مبتهجة القلب، مردّدة ها قد اقترب ميلادي، ميلادي أجمل ميلاد، ميلادي فيه أزهرت.. نظرت الأم لابنتها وقد ارتسم السرور على محيّاها قائلة: نعم، يا حبيبتي كان من أروع أيامي يوم وُلدتِ واحتضنتكِ لصدري.. ريحانة: أريد أن احتفل بذكراه يا أمي في قارب أبي.. الأم متعجبة: ولِمَ لا يكون في المنزل يا ريحانة! أليس المنزل أفضل؟ ريحانة ممسكة بيد أمّها: أمي أريد أن احتفل في قارب أبي، أليس القارب أكثر تميّزاً لعيد ميلادي والتقاط الصور على البحر أجمل.. الأم: ولكن يا ريحانة.. ريحانة: أرجوكِ يا أمي، أرجوكِ.. قبلت الأم طلب ابنتها وأعدّت ما يلزم لتُبهج ابنتها في ذكرى ميلادها العاشر.. وفي يوم ميلاد ريحانة اجتمعت الأسرة وذهبوا للقارب، حمل كلٌّ من ريحانة وأخيها عباس شيئاً ممّا أعدّته الأم للحفل وصعدوا به للقارب.. وبعد أن ركب الجميع قارب الأب أخذ القارب يمخر بحر الخليج حتى وصلوا لنقطة نائية عن اليابسة، عندها أرسى الأب القارب وبدأت الأم وريحانة وعباس بإعداد طاولة الحفل.. كانت الرياح بين الفينة والأخرى تشعل أمواج البحر ليهتز القارب بتلاطم الأمواج ممّا جعل الأسرة ترتبك في حملها متاع الحفل كلّما اهتز قارب أبيهم.. لكنهم حاولوا أن يعدّوا الطاولة وملئها بأصناف الحلويات والمشروبات الحارة والباردة.. وبعد أن اكتملت الأصناف على الطاولة بدأ الحفل وقد بدت السعادة على الجميع، وما إن أوشكت ريحانة على أن تقطع كعكة عيد ميلادها حتى ارتطمت الأمواج بالقارب محدثة اهتزاز القارب, وتبعثر ما أعدّته الأم من حلويات وسقطت عن الطاولة.. حزنت ريحانة لما حدث.. فقالت لها الأم: هل علمتِ الآن يا ريحانة لِمَ لَمْ أتقبّل فكرة الاحتفال في القارب؟ فأجاب عباس حينها: لاضطراب القارب بين الفينة والأخرى، وقد يحدث أن تترامى المأكولات والمشروبات كما حدث الآن.. الأب: فعلاً أن نكون في أرضٍ مستقرة نعمة لا تقدّر بثمن فلو كانت الأرض ترتج لما كنّا نهنأ في عيشنا ولا نومنا، ولما تمكّنا من إنهاء أعمالنا من نجارة وزراعة وغيرها. عباس مبتسماً: لا عليكِ يا ريحانة أصبح ذكرى ميلادكِ تذكيراً لنا بأنَّ ثبات الأرض واستقرارها نعمة نشكر الخالق عليها.