مَعْهَدُ المَرأَةِ المُسْلِمَةِ.. بَوْصَلَةُ النَّجَاحِ الأُسْرِيِّ
بمناسبة ولادة سيّد الكائنات النبيّ محمّد بن عبد الله (صل الله عليه وآله)، وتزامناً مع مرور سنة على افتتاح معهد الأسرة المسلمة التابع للعتبة الحسينية المقدّسة، أقام المعهد احتفالية بهذه المناسبة في قاعة خاتم الأنبياء (صل الله عليه وآله) وابتدأت الاحتفالية بكلمٍ طيب خرج من أفواه مباركة من آيات من الذكر الحكيم, أعقبها كلمة المتولِّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ الّتي استعرض فيها تعدد الأدوار الثقافية والتوعوية للعتبة الحسينيّة بهدف إيجاد بيئة ناضجة والعيش الرغيد للمجتمع، وأشار سماحته إلى: أهمية التوازن في حياة المرأة بين الناحية العلمية والأسرية، إذ تُعدُّ من مقوّمات النجاح التي تطمح إليها المرأة وهو حق من حقوقها، وأكّد على أهمية تسلّح المرأة بالعلم والمعرفة، وبيّن أنّ نجاحها في إدارة أسرتها هو الطريق إلى نجاحها في كافّة الميادين، وأضاف سماحته: أنَّ التحدّيات التي تواجه المرأة في ظلِّ الظروف التي يمرّ بها البلد كان الدافع إلى تأسيس المعهد لتسليح المرأة بنظام الحقوق والواجبات، والمعرفة لمواجهة التحدّيات، وشدّد على الاهتمام بطالبات الثانوية والجامعة؛ حيث خاطبهنّ قائلاً: (انتنّ الأمل الناجح). ثمّ جاءت كلمة المنسّقة الإعلامية للمعهد السيّدة نهاوند العبودي الّتي بيّنت فيها: مسيرة المعهد خلال السنة المنصرمة والإعلان عن مشاريع الخطّة السنوية 2019م، واستمرار المنتدى الثقافي الأسبوعي للمرأة المسلمة. ثمّ عُرِضَ بعد ذلك فيلم وثائقي لمشاهد تجلّت فيها روعة الأداء الوظيفي للمعهد، بعدها اعتلى المنصة الشيخ جعفر الإبراهيميّ؛ إذ وجّه محاضرة دينية أشار فيها قائلاً: إنّ أبرز عملية في تربية النبيّ (صل الله عليه وآله) للأمة هو عامل الإخلاص، وإنّ العبادات الدينية هي وسائل لبناء الأخلاق، الذي لا يستطيع أن يُربّي نفسه فهو غير قادر على تربية الأمة، وأكّد في توجيهاته على الأخذ بدروس مولاتنا الزهراء (عليها السلام) التي أعطت منهجاً للمرأة في كّلّ شي في الحياة، وعدّ معهد المرأة المسلمة نعمة من نعم الله (عزّ وجل) على الأسرة العراقية لمواجهة الإعلام المضلل الذي بسببه أخذت المنظومة الأخلاقية تهتز وتتداعى أركانها. وفي سماء الإبداع والقداسة حلّقت رياض الزهراء (عليها السلام) لتلتقي مديرة المعهد السيّدة رفاه الحكيم التي صرّحت قائلةً: نحن اليوم وبعد مرور سنة كاملة حافلة بالنشاطات والفعّاليات، تكلّلت نجاحاتنا بمزيدٍ من المشاريع التعليمية والتثقيفية التي هدفها خدمة الأسرة المسلمة. كما صدح صوت ختام عبد عليّ محمّد/ دبلوم محاسبة وإحدى المدعوات إلى الاحتفالية قائلةً: انبهرت بهذا الحفل المهيب وخاصة حضور سماحة الشيخ الكربلائيّ وكلماته الجميلة التي بيّن فيها دور المرأة ووصفه لأهمية مكانتها، فقد أشعرني بأنني امرأة ناجحة وعظيمة في نفسي. وفي أجواء الفرح انضمّت إلى الحديث السيّدة ابتهال محمد الخالدي/ بكالوريوس علوم إسلامية ومدرّبة تنمية بشرية، وهي إحدى المدعوّات، فعبّرت عن شكرها وتقديرها للقائمين على العتبات لاهتمامهم الوافر بالمرأة وأضافت: أعدُّ هذا المشروع من أرقى المشاريع الّتي واجهت الغزو الثقافي الغربي وتصدّت له، بعد أن اجتاح مجتمعنا؛ ممّا جعل دور المرأة أصعب بسبب التحدّيات والصعوبات في مواجهة تلك الثقافات، ومعهد المرأة المسلمة هو بمثابة السلاح الذي تتسلّح به المرأة بطرق سهلة وسليمة، ثم اختتم الاحتفال بالإعلان عن نتائج المسابقة النسوية (بصمة عاشورائية) وتكريم الفائزات. إنّ المؤسسات الثقافية توظّف كلّ إمكاناتها، وهذا ما يميّزها عن المؤسسات التعليمية والتربوية الأخرى؛ لأنّها تلامس مناطق الإبداع، إذ امتاز معهد المرأة المسلمة الثقافي بالدافعية العالية، وضمان الجودة، وقابلية التنفيذ، وذلك عن طريق البرامج الفاعلة والمتطوّرة التي تواكب التطوّرات والتغيّرات الحضارية من اسـتخدام التقنيات والوسائل المتعددة، واستخدام فعّال للوسائط التفاعلية وكافّة الوسائط السمعية والبصرية.