رياض الزهراء العدد 139 لحياة أفضل
لَديَّ الكَثِيْرُ كَيْ أقُومَ بِهِ
الأمل واليأس نقيضان، صراعهما داخل نفوسنا يختلف من شخصٍ لآخر, كلّ حسب شخصيته وظروفه وإذا وضعنا ميزاناً ذا كفتين نصب أعيننا، كفّة تحمل الأمل وكفّة تحمل اليأس سيتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال: أي الكفتين نرجّح في تعاملاتنا في الحياة؟ إنّ الفتاة في عالم اليوم تعيش صراعاً بين حقبتين زمنيتين، زمن التقدّم العلمي الذي يتمثّل بأكبر صورة بالثورة التكنولوجية التي اجتاحت العالم وأسهمت في التواصل بين البلدان، وبين زمن الآباء والأجداد والعادات المتوارثة والقيم الدينية التي تحاول الأسر المسلمة اليوم التشّبث بها حفاظاً على التربية الرصينة، ولسنا نغفل الصراعات الداخلية التي تختلج في صدور الفتيات في مرحلة المراهقة. ما نود قوله هنا هو أنّ كلّ ذلك قد يترتّب عليه إحباط يُكتسب من الواقع لا ترغب الفتاة في التكيّف معه لأسبابٍ عديدة فتغدو على أثر ذلك عوامل تحقيق الأحلام هشّة القاعدة . إنّ اليأس أشبه بمسافة فاصلة بين الشهيق والزفير، بين الجدب والخصب، بين الحياة والموت، ماذا لو جرّبنا الوقوف عند هذه المحطّة؟ نحبس أنفاسنا وننتظر الوصول إلى النهاية.. ثم ماذا بعد ذلك؟ إنّ عبارة لدي الكثير كي أقوم به تُنمّي عند الإنسان دافعاً يحفّزه للقيام بأي عملٍ مفيد كان، فمواهبنا في صنع الحلويات مثلاً لو استُثمرت في مشروعٍ بتكاليف بسيطة يقدّم وجبات بأسعار مناسبة سينجح لو لقي نزراً يسيراً من الدعم. لو وجدتِ فيما كتبتُ شمعةً مضيئةً أقول لك: إنّ لديك كمية لا بأس بها من الأمل, وإن وجدتِ جذوةً فأنتِ على الطريق الصحيح لأنكِ تنميّن أملاً بداخلك، أمّا إذا وجدتِ شعلة فأهلاً بك في الطريق المهيع نحو النجاح والسعادة بإذن الله العليّ القدير.