رياض الزهراء العدد 139 لحياة أفضل
كَيْفَ نُؤسِّسُ عَقْلِيَّةَ الطّفْل؟
قال تعالى: (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)/ (النحل:٧٨). يخرج الطفل إلى الحياة من غير حولٍ ولا قوة لا يفقه شيئاً؛ أي مازالت عقليته سليمة, فالعقل نعمة من نعم الله على خلقه فهو مع صغر حجمه يقوم بعمليات معقدة جداً, لذلك وجب على الأب والأم زراعة قيم مثالية مملوءة ببعض المبادئ والمفاهيم في نفسه وعقله ولاسيّما في مرحلة الطفولة المبكّرة التي تتراوح بين الثانية والسابعة، في تلك المرحلة يجول في ذهن الطفل العديد من التساؤلات من هنا تبدأ مرحلة تنمية العقل وتأسيسه, لذلك يجب تعليمه الأساليب والممارسات الصحيحة وتوجيهه نحو الطريق الصحيح؛ فمثلاً اصطحابه إلى المراكز الدينية أو التعليمية من أجل تعريفه بدينه القويم مع إضافة شرحٍ مبسّط يستقبله عقله وتزويده بالنصح, وليكن الهدف من ذلك إنشاء جيل متعلّم وملتزم قادر على التعامل مع ظروف الحياة ومقدّر للمسؤوليات التي تترتّب عليه لاحقاً, وعندما نأتي إلى الجانب العاطفي فإنَّ حبّ الوالدين للطفل وتعاطفهما معه وإشعاره بالأمان له تأثير مهم على تكوينه, ومن الجميل أيضاً أن نشجّعه على المشاركة في المناقشات العائلية وأن ندعم أسلوبه وطريقة أدائه حتّى يكون لديه أسلوب حواري يحتاجه في حياته المستقبلية، كذلك من النقاط التي يتوجّب على الوالدين الالتفات لها هي اكتشاف نقاط التميّز والتفوّق لديه والثناء عليه وتشجيعه إذا شعر بالإخفاق, لذلك فإنَّ الدور الأساسي في تنشئة عقليته تعتمد على الوالدين, فإذا أردنا أن نؤسس عقلية طفلٍ بشكلٍ صحيح يجب علينا ترسيخ المبادئ الجوهرية التي تمكّنه من فهم طبيعة الحياة وطريقة التعامل معها.