بَرَامِجُ العَمِيْدِ التَّفَاعُلِيَّةِ.. السَّحَابَةُ التَّعْلِيْمِيَّةُ المُتَكَامِلَةُ لِخِدْمَةِ لُغَةِ الضَّادِ وَالنَاطِقِيْنَ ب?

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 379

تُعاني لغة الضاد من مشكلات عدّة ليست وليدة اليوم، إلّا أنّها تراكمات لمفاهيم متعددة بدأت قبل ما يقرب المائة العام في العديد من مجالات التعليم والإعلام. وقد آثرت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) التواصل مع ذوي الاختصاص لتسليط الضوء على قضية اللغة العربية وما يعترض طريقها من غربة وهي بين أهلها؛ فكانت مهمة التسليط على مستويات عدّة بدأتها بمستوى المختصّصين وأساتذة اللغة وطرائق معالجتهم لحماية لغة الضاد من التهميش لحساب اللغات الأخرى. كان السؤال الأول في لقائنا: هل الاهتمام باللغة العربية يحتاج إلى عملٍ مؤسساتي ضخم، وما هي خطواتكم في ذلك؟ أجاب الدكتور (حيدر العزاوي/ مشرف برنامج الأذن الواعية وبرنامج الدؤلي في المعاونية التعليمية): نعم، يحتاج الاهتمام بها إلى عملٍ مؤسساتي ضخم، لكن قبل كلّ شيء لابدّ من وجود إيمان من أهلها بها، وفي المرتبة الثانية تحتاج إلى تظافر الجهود مع العمل المؤسساتي، فضلاً عن تسليط الضوء على الخطر الذي يهدد اللغة العربية؛ من أجل ذلك سعت المعاونية التعليمية إلى رصد المشكلات السلوكية والمعرفية ووضع الحلول والمعالجات الرصينة لحال التعليم الحالي في العراق، فضلاً عن جنوح المجتمع إلى العامية ممّا سبّب فجوة واسعة ما بين اللغة الفصيحة وواقع المتكلّمين لتكون من أهم المسائل السلبية التي يتعرّض لها الطالب؛ والتي سببت تراجعاً في العديد من الاهتمامات في اللغة العربية كالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والروايات التي تتعلّق بمستوى الفصيح من اللغة العربية؛ فكانت الخطوة الأولى التي اعتمدتها المعاونية الآنفة الذكر لحلّ المشاكل هي وضع خطّة لبرنامجين مترابطين متسلسلين يدعم إحداهما الآخر أولهما (الأذن الواعية) وتلاه ما يخدم اللغة العربية (الدؤلي) الذي يخدم ويراعي المتعلمين عبر تنمية المهارات الأساسية للغة العربية وتطويرها التي تبدأ بالإصغاء الجيد الذي يرسّخ المفاهيم ويمكّن المتعلّم من الارتقاء إلى سلّم المرونة التخاطبية ليكون مفوّهاً تاقناً للغة العربية بألفاظها وتراكيبها وأساليبها؛ وهي خطوة لفتح باب واسع للفهم القرآني والوصول إلى موضوعات الفقه والعقائد والحياة الدينية التي تخدم الحياة الاجتماعية المميّزة. وأردف (العزاوي): إبعاد الأجيال عن اللغة العربية فرصة ممنهجة للابتعاد عن القرآن الكريم وهي حرب ثقافية على صعيدي الإعلان والخفاء، ولن تقوم للمتعلّم قائمة إذا لم يدخل ميادين العلم بلغةٍ رصينة تكون جزءاً من ثقافته، لتضع المعاونية المعنية الخطوط الرئيسة لهذه البرامج التي صُمِّمت بأيادٍ (عراقية عميدية) حصراً؛ لامتلاكها ملاكاّ متخصصاً في اللغة العربية فضلاً عن التربويين والنفسيين، الذين يقع جلّ اهتمامهم على الجوانب التطويرية والتحفيزية والإثرائية التفاعلية، التي تمنح المعلومة وتسهم في الارتقاء بالمخرجات, واللحاق بقطار تطوير التعليم وإدخال التكنولوجيا الحديثة للسمو بالأنظمة التعليمية. بيّن الدكتور (حسنين الموسوي/ مسؤول شعبة نشاطات التربية والتعليم): إنَّ البرامج التفاعلية تمثّل جزءاً مهماً وأساسياً يركّز على تعليم الطالب عن طريق الاستماع والترفيه؛ لأنَّ التعليم التفاعلي ينمّي القدرات والمهارات العقلية، بحيث يجعل الطالب يفكّر ويتعلّم بالتجربة, وهذا النوع من التعليم لا يستغني عن المنهج المقرّر؛ لأنّه يكون عاملاً مساعداً في الحصة خصوصاً أنّه يولّد نوعاً من التفاعل ونحن بوصفنا معاونية تعليمية نعدُّه مختبراً افتراضياً يكتسب عن طريقه الطالب العديد من الخبرات التعليمية والمهارات اللغوية. ما هي آلية تنفيذ البرامج التعليمية التفاعلية لطلبة مدارس العميد؟ بداية قمنا بإجراء مسح لتحديد مستوى الطلبة عن طريق اختبار تشخيصي في كلّ مدرسة بإشراف قسم اللغة العربية، وتمّ تحليل النتائج والتعرّف على جوانب القصور ونقاط الضعف لدى الطلبة، وتمّ وضع خطة عمل لبرنامج مكثّف يركّز على القضاء على هذا الضعف وعلى مدار فصل دراسي كامل, حيث ستخصص (10) دقائق من الحصة لتطبيق المهارات عن طريق الأنشطة المتنوّعة وأوراق العمل واستراتيجيات التهجئة والإملاء والكتابة على السبورة وغيرها من الآليات، مع التركيز على مهارة القراءة لدى الطلبة لتقوية أدائهم فيها، هذا من الجانب التعليمي، أمّا الجانب الإداري فهو يشمل نظام إدارة شؤون المتابعة, وعن طريق نظام المتابعة هذا بالتنسيق مع القسم الإداري تتم تغطية المهام الإدارية كافة. ويتميّز النظام التعليمي بـ: وسائط ومناهج تعليمية, ويعمل القسم التعليمي على خدمة المدرِّسين والمعلّمين عن طريق إطلاق قدراتهم الإبداعية لشرح المواد والمناهج واستقطاب المعلومات للطلبة ومساعدتهم، وهي أولى خطوات تأسيس (الفصل الحديث) الذي يستطيع المدرّس فيه استخدام الأدوات الحديثة ووسائل العرض لشرح المواد الدراسية وعرضها وتقديمها. فمثلاً البرنامج المهدوي الذي يتمحور في (100) يوم ويُقسّم على (57) مسؤولية يُعرِّف الطالب بمسؤولياته المناطة به في زمنه الحالي (زمن الغيبة)، لأنّنا راعينا المرحلة العمرية للطالب؛ إذ يحتاج الطالب في هذه المرحلة إلى قدوة يقتدي بها, فعملنا في هذا الجانب يكون تطبيقياً وهو هنا بمثابة قياس للمراحل التعليمية الإثرائية التفاعلية التي تسعى لها المعاونية التعليمية، والبرنامج المهدوي ما هو إلّا رحلات خارج الجوّ المدرسي، ومشاركة الطالب في العديد من الفعّاليات المهدوية منها دعاء الندبة، الذي يُعد أحد معززات اللغة العربية عن طريق فهم مفردات اللغة والأساليب البلاغية وطريقة الإلقاء التي تسهم في بناء شخصية الطالب وامتلاكه القدرة على المناورة الخطابية هذا من الجانب النظري، أمّا الجانب التطبيقي فيمثل التكافل الاجتماعي للأفراد واستيعاب آيات القرآن الكريم وفهم الأحاديث والروايات لصنع جسر تفاعلي بين الطالب والمجتمع، فضلاً عن المعلومات التي يحصل عليها الطالب من بقية البرامج التفاعلية كبرنامج (القيم، والأذن الواعية، والدؤلي، ونحو القمر، والفقيه الصغير) وغيرها من البرامج. إنَّ من مميّزات عصر المعرفة الحالي هو الاهتمام باللغات الحديثة، فهل هناك عقوق من أبناء العربية تجاه لغتهم على مختلف مستوياتهم؟ بيّن الدكتور (حسنين الموسوي) قائلاً: إنَّ نجاح الأبناء في عصر المعرفة يعتمد على قدرة الطفل على استخدام ذكائه ومهاراته بشكلٍ فاعل، وتسهم البرامج التفاعلية بشكلٍ كبير في تطوير الأطفال لأقصى حدوده، عن طريق تحسين التركيز، والتخيل، والتذكّر، والاستماع، والملاحظة, ومجموعة من المهارات الذهنية التي من شأنها تطوير قدراتهم العقلية، مع إنشاء برنامج يرصد درجات الطلبة للوقوف على مستواهم وهو ما أدّى إلى تطوّرٍ واضح في مستوى مَن انضموا إلى البرنامج مع عمل تدريب ومتابعة عن قرب لتطبيق سياسة رفع الكفاءة، والتمكّن من الابتعاد قدر المستطاع عن عقوق اللغة العربية. لكلّ عصر مفاهيمه الخاصة والمؤثّرة في نوعية الحياة التي تسهم في تغيير أو تطوير ما هو سابق أو ما هو قائم ليتميّز عصرنا الراهن بمعلومات لها انعكاسات على التعليم وصنع بيئة جديدة من العلم والمعرفة وتنمية المهارات.