أنَا الكِبْرِيَاءُ

فاطمة خليل/ البحرين
عدد المشاهدات : 324

قال تعالى: (..إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)/ (لقمان:18). دوامة من الكبرياء عندما تحيط بك، لا تدري إلى أين تنتهي، تأخذك حيث يريدك الشعور، إلى عوالم نفسية مظلمة، يحيطها الأنا بنظرةٍ متعالية، يشبعها غروراً وخيلاء، فترفع نفسك إلى العلو الشاهق، فتمضي حيثما تهوى نفسك الأمّارة، تجر بك إلى ظلم نفسك ومن حولك، ظلم إلى حدّ الإذلال، ليجعلك على ظهور الناس، لتصل حيث مبتغاك، فلا تنفعك إشارات المرور، ولا التعجّل اللاهث للوصول، ولا حتّى أبواب تفتح في وجهك، أنت تعلم ما خلفها، وتعلم ما ستكون أنت عليه، كأنك تمضي إلى أجلك المحتوم، فالناس ليسوا حبات سبحة تلفهم بأصابعك. عندما تصل فسوف ترى تلك النهاية، التي طالما كنت تضع الناس فيها، ستذوق مرارة ما فعلت، سترى تلك الزاوية الحالكة السواد كقطع الليل بل أظلم. الوصول الصعب للنهايات وصول مر لا تريد أن تكون فيه، لينهي المطاف مثل بدايته، فكما ظلمت غيرك بتعاليك وتكبّرك ونظرتك، ها أنت في خاتمةٍ سحيقة تجعلك تحت الأقدام (فكما تدين تدان)، ومن تواضع لله (عزّ وجل) رفعه.