مَدَارِسُ العَمِيْدِ.. جَوْدَةٌ في الإدَارَةِ التَّعْلِيمِيَّةِ وَالإدَارَةِ المَدْرَسِيَّةِ
يُعدُّ قطّاع التعليم من أهم قطاعات المجتمع؛ لأنّه يسهم في بناء الأجيال الناشئة، لذلك يتم الاهتمام بتدريب المعلّمين ورفدهم بالمتطلّبات الضرورية التي تمكّنهم من مواكبة التطوّر المستمر على وفق نظام مدروس يخضع له قطاع التعليم، وفي الوقت الذي تولّي إدارة مدارس العميد التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة الاهتمام الكبير لقطاع التربية والتعليم فهي لا تتوانى عن وضع الخطط والبرامج للارتقاء بالعملية التعليمية, ونحن نشهد مدى الحرص الذي توليه الجهات صاحبة الاختصاص على عقد برامج تدريب تواكب التطوّر الحاصل، حيث تشهد نشاطاً في قطاع تدريب المعلّمين، وبما أنّ التدريب والتأهيل له دورٌ مهمٌ في تعزيز معرفة العاملين في مختلف المهن، فهو يبقيهم على اطلاع على كلّ جديد في عالم مهنتهم ويمكّنهم من التفاعل مع تجارب الآخرين، كذلك تحرص على الارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم حتّى يواكبوا كلّ جديد في عالم يشهد كلّ يوم دخول مفاهيم جديدة للعلم والمعرفة، ومن خلال مواكبة رياض الزهراء (عليها السلام) لكلّ ما هو جديد ومفيد للمجتمع كان لها هذا اللقاء مع منسّقة مجموعة مدارس العميد التعليمية السيّدة رفاه: فسألناها: ما الهدف من إقامة الدورات للملاكات التدريسية في قسم التربية والتعليم؟ فأجابت: إنّ هذه الدورات هي تطويرية وتنموية, الهدف منها رفع مستوى الملاكات الإدارية والتعليمية التربوية, وهي عبارة عن حقائب تعليمية تُقام على شكل ورشات عمل تهدف إلى تنمية الذكاءات المتعددة والإبداع والتفكير وأنواعه, كذلك أساليب المعاملة التربوية ومهارات التدريس الفعّال وفنيات تعديل السلوك لدى الطلبة, وما إلى ذلك من أساليب تعليمية حديثة تهدف إلى تعزيز الطلبة وتشجيعهم على النهوض بمستواهم, حيث تبدأ هذه الدورات بالملاكات لكن ما أن تلبث حتّى تنعكس آثارها على مستوى الطلبة في مجموعة العميد, وهذا ما يوضّح التقدّم العلمي والتربوي الحاصل في المجموعة؛ إذ تعبّر نسب النجاح عن ذلك. وبينت: إنّ الدورات مستمرّة منذ تأسيس مدارس مجموعة العميد لكن في كلّ عام تختلف عن سابقتها؛ لأنَّ الغرض منها بالدرجة الأساس تنمية الذكاءات وأنماط التفكير المتعددة. أمّا المرشدة التربوية في مدارس العميد الابتدائية حوراء قاسم فسألناها: ماذا أضاف لكِ التدريب بغض النظر عن المهارات الفنية؟ فأجابت: هناك طرائق إبداعية ومبتكرة لتنمية ذكاء الطفل, وفي أثناء تدريبي تنوّرت أفكاري واكتسبت إبداعات وطرائق جديدة للتعامل مع الطفل, ولاسيّما أنّ هنالك طرائق مقلّدة في المدارس للتعامل مع الطفل, لها الأثر في شخصية الطفل كونها تؤثّر سلباً في تصرّفاته وسلوكه داخل المجتمع, والتعامل مع الطفل لا يقع على عاتق المعلّم فحسب بل يجب أن يكون هناك تعاون وتوحيد للأفكار والجهود, وتنسيق بين المعلّم والأسرة, وفعلاً عندما ما وِّجهة دعوة لأسر التلاميذ للتوعية والإرشاد ظهرت النتائج الإيجابية, كما أنّ زرع ثقافة احترام المعلّم تبدأ من الأسرة، وعبّرت عن سرورها وترحيبها برياض الزهراء (عليها السلام) شاكرةً ذلك الاهتمام من قبل المجلّة, وبدورنا وجّهنا إليها هذا السؤال: نرى أنّ كلّ الملاكات الإدارية والتعليمية أنظمّت للدورات التدريبية؟ فقالت: إنّ التلميذ في مدارس العميد سيتعامل مع كلّ شخص في المدرسة ابتداءً من المدير إلى المعلّمين نزولاً إلى الحارس, فالكلّ هنا يجب أن يكون مهيئاً نفسياً وفكرياً للتعامل مع ذلك الكائن الصغير, فضلاً عن أنّ إيجابيات الدورات المقامة انتقل تطبيقها إلى كلّ بيت سواء كان من الملاكات التعليمية أو أسرة التلميذ والفائدة عمّت للجميع. وختاماً، إنّ ما تميّزت به مجموعة مدارس العميد التعليمية هو استيعاب الوسائل التكنولوجية الحديثة للتطوير من أجل النهوض الوطني والقدرة على نقل الأفكار بأسرع الوسائل وأدقّها، والعمل على تطوير قدرات المعلّم والمتعلّم في العملية التعليمية, عن طريق برامج إعداد المعلّمين قبل الخدمة وفي أثنائها لضرورة إكساب المعلّمين جملة من الكفايات؛ ليكونوا فاعلين في مواقعهم، كركن أساسي من أركان العملية التدريسية بصورةٍ خاصة والتربوية بصورةٍ عامة، عن طريق إكساب المعلّمين المعلومات والمهارات اللازمة خاصة لتساعدهم في اتخاذ القرار بكفاءة واقتدار.