السيّدةُ حَميدةُ البَكريّة

المؤرخ/ سعيد رشيد زميزم
عدد المشاهدات : 246

جاء في العديد من المصادر التاريخية أن امرأة من بني بكر بن وائل تُدعى حميدة البكرية، وقيل جعدة البكرّية كانت زوجة أحد أصحاب الطاغية عمر بن سعد، وقد جاءت مع أشقائّها الذين كانوا في معسكر عمر بن سعد (لعنه الله) وقد كانت تشحذ همم مقاتلي ابن سعد عن طريق بعض الأبيات الشعرية التي كانت تقولها في أرض المعركة. وبعد انتهاء القتال واستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) وصحبه الكرام قرّر عمر بن سعد إحراق المخيّم الحسيني لترويع عيال الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) وصحبه الأبرار سلام الله عليهم. وبعد إصدار ابن سعد أوامره إلى أعوانه القتلة بالاستعداد لمهاجمة المخيم الحسيني؛ قام هؤلاء الأوغاد بإشعال النار في أعمدة رفعوها، والنار تندلع منها. لمّا شاهدت هذه المرأة تهيُّؤ هؤلاء المجرمين لحرق المخيم الحسيني، حملت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وهي تنادي وبصوت عالٍ: (يا آل بكر بن وائل أتُسلب بنات رسول الله؟ لا حكم إلّا لله) ثم نادت بأعلى صوتها (يا لثارات رسول الله (صلى الله عليه وآله)). ثم تصدّت لجنود ابن سعد الذين قاموا بالهجوم على مخيّم أهل بيت النبوة، وتمكّنت من إصابة العديد من هذه الشرذمة، واستمرت وهي تتصدّى لهم إلى أن أُصيبت بجراحات كثيرة بعد أن هاجمها قسم من هؤلاء الجنود المجرمين، وبهذا تكون هذه السيدة الفاضلة قد عادت إلى رشدها، وأعلنت عن ندمها، وأن قيامها بالدفاع عن حرم الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره رضوان الله عليهم ما هو إلّا دليل أكبر على حسن عاقبتها عن طريق وقفتها الجبارة هذه دفاعاً عن عيال الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره الكرام. فهنيئاً لهذه المرأة المجاهدة على ما قامت به من عمل رائع نالت به رضا الباري(عز وجل) ونبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) وآل بيت النبوة سلام الله عليهم. المصادر .................................. نساء في الذاكرة: ص77. اللهوف في قتلى الطفوف: ص180. نساء حول الحسين (عليه السلام): ص104. المرأة في حياة الإمام الحسين (عليه السلام): ص209. انتصار الحسين قمم المجد: ص110.