يَنَابِيْعُ الوَهْمِ

مريم حسين الحسن/ السعودية
عدد المشاهدات : 357

أخاف من الوهم يا سيدي.. فما أنا إلّا مجرّد إنسانة.. تائهة في فضاءات المواسم.. تسوقني الرياح إلى سنين عجاف.. ماذا أنا هنا.. وماذا أنا هناك؟ أنا يا سيّدي نبع وهم.. أنا حلمٌ من سراب.. ترسمني الظنون يقيناً.. وتجذبني السماء إلى أفق الصدامات.. أنا مجرّدة من الأمل.. أنا وليدة أمنية ساذجة.. أسكن قصور الأمنيات.. ظلام دهرِ سرمديٍ أبدي.. والوعود فيه آيلة إلى الهلاك.. تتعانق روحي وجثث الموتى.. وأشباح الذكريات.. أنا لست سوى صدى سراب.. يتردد فيه صوت الحمقى.. وأصوات من زمن الغابرات.. يا سيّدي.. أنين المواجع يهلكني.. ولواعج الأيام تشقيني.. كلّما عاد ظلُّ تلك الذكريات.. جرّدني جحيم السنون وسطوته.. جرّد روحي من حبٍّ وحياة.. أنظر إليّ، هذه شطحاتي، هذه أمنياتي.. أصبّها على قارعة أحلامي؛ لتكون لي منعطفاً حميداً.. وإشارة لتوجيهي إلى متنفّس.. حائرة أنا.. أنظر نحو أقدامي الحائرات.. بدمي أرسم طريقي.. وأطلق ساقياً للريح مسرّة.. وعلى عاتقي أحمل الجنايات.. العطاء منكَ سيّدي يصنعني.. يحد بيني وبين الفناء.. بلطفك يستقر حنيني.. تطيب نفسي للوجود.. فيه الأنس، وأسعدُ في ساعات يومي.. وتطيب لي الأوقات.. خائفة أنا يا سيدي أقف هنا خائرة القوى.. كعابرة سبيل.. على أعتاب الطيّبات أرحل من عالمي.. كنسمة مع الريح.. تزفرها تنهّداتي واحتراقي.. ودمعي المسجور في أودية عيني.. وزفير التأوّهات.. أرحل إلى حيث تحط أقدامي.. لأكتب قدري على حصيرة اليأس.. ومن معاني الخوف والوهم.. أكتب مجلّدات..