وَافدَةُ النِّسَاء

رنا أحمد/ بابل
عدد المشاهدات : 223

هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاريّة, اشتهرت بمتابعتها أمور دينها، والتعرّف على دقائقه, حيث كانت تسأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن أحكام دينها, وكثيراً ما كانت أخواتها النساء يستعنَّ بها للاستفسار من النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن دقائق أمورهنّ الخاصة، فتستجيب لذلك وتذهب إليه فتسأله، وكذلك عُرفت بأنها خطيبة النساء؛ لأنها كانت تدافع عنهنّ وتسأل عن حقوقهنّ. ويروى أنها أتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحقّ إلى الرجال والنساء، فآمنّا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فُضّلتم علينا بالجمعة، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أموالكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه بوجهه كلّه ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي مَن خلفك من النساء أنّ حسن تبعل إحداكنّ لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كلّه. فأدبرت المرأة وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً”.(1) ..................................... (1) ميزان الحكمة: ج4، ص136.