وَأشْرَقَت الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا

رشا عبد الجبّار/ البصرة
عدد المشاهدات : 199

كلّ لحظة من لحظات عمر الإنسان ثمينة جداً؛ لأنَّها ستحدد عاقبته، خاصّة إذا كانت تلك اللحظات في رضا الله تعالى، أو في عملٍ يعود بالنفع على الإنسان نفسه أو يعود على عائلته ومَنْ تحت وصايته، ولاشكَّ في أنَّ كلَّ عملٍ يعمله الإنسان يكون فيه أجر مادام يصب في الخير، ولاسيّما إذا كان أفضل أعمال الإنسان في هذه الدنيا ألا وهو (انتظار الفرج) للموعود؛ وهو من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) فقد روي: "أنَّ الله تعالى عوَّض الحسين (عليهم السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذرّيته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعا عند قبره.."(1)، وهذه المنزلة ليست مفهوماً طارئاً أو حديثاً على الأمة الإسلامية أو على الفرد المسلم عامة والشيعي خاصة، بل هي أمر مؤكّد ومهم وأهميته تكمن في حفظ كيان الإنسان وحمايته مهما كانت هويته وانتماؤه، وهو أمر من الله (عزّ وجل) سواء آمن به أو لم نؤمن، رضينا أم لم نرضَ، بل هو خضوع وتسليم لأوامر الله تعالى كإيماننا بأننا نشعر ونتألّم ونمرض، إذ يجب أن تكون حياتنا منسجمةً مع سنّة الله، وسنن الله تعالى ثابتة وحتمية، وهي حقيقة لابدّ من حدوثها يوماً ما حتّى لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد، فسيتحقق وعد الله بظهور حجّته على خلقه؛ لذا علينا أن نتهيّأ روحياً لذلك اليوم الموعود الذي هو غاية آمال الأنبياء والأوصياء، وكلّ سكنة من سكناتنا يجب أن تكون في الثبات على الحقِّ، ذلك اليوم الذي تشرق فيه شمس خلاصنا من الظلم والجور على يد المخلّص المنتظِر الذي ينتظره العالم أجمع بكيفيات متعددة. .................................... (1)الأمالي للطوسي: ص317.