رياض الزهراء العدد 142 شمس خلف السحاب
سَيِّدِي يَا بنَ الكَوَاكِبِ
أنادي ولا أكفُّ عن النداء.. وأخاطب موجوداً يملأ قلبي أملاً في الحياة.. سيّدي وهل للحياة معنى دون وجودك..؟ فأنت تملأ الوجود معنىً وضياءً.. سيّدي حبّك ملأ كياني فأصبحت أيامي مظلمةً دون إشراقِ نورك وحنانك.. سيّدي متى غبتَ لنطلب حضورك؟! وهل نطلب من الشمس أن تشرق في النهار وإن كانت خلف الغيوم أم نطلب منكَ الحضور وأيامنا كالليل الدامس يزداد عتمةً يوماً بعد يومٍ من ابتعادنا عنك؟! سيّدي أنحن نطالبك بكسر أسر الغياب أم أنت تطالبنا بأن نكسر أسرك، ألسنا سبب غيابك؟ سيّدي أزرعنا دربكَ ورداً أم أوقدنا لكَ شموعاً أم هيّأنا لكَ سيفاً؟! سيّدي أين استقرت بكَ النوى, أم أي أرض تقلّكَ أو ثرى, أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى؟! يا سيّدي بل يا أبتِ الشوق يحرقني واللهفة تذيبني وأنا جالسةٌ على دربكَ منتظرةً رجوعكَ رغم تقصيري وإسرافي على نفسي.. أرجع سيّدي فعيني وَهَنَ فيها النظر وكدتُ لا أميّز البعيد من القريب.. أرجع لعلّ اللقاء يُحيي الروح.. ولعلّ أمنّا الزهراء (عليها السلام) يطالها الفرح بعد طول السنين..