فُرْصَةٌ ذَهَبِيةٌ للربِيعِ العِبَادِيِّ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 188

السؤال: لا شكَّ في أنَّهُ من اللازم على المؤمن الارتباط بربِّه في كلّ الأوقات، ولكن ما هي فلسفة تركيز الدعاء في شهر رجب الأصب؟ مضمون الرد: لعلّ الفلسفة من ذلك -والله العالم- أنَّ طبيعة بني آدم، هي طبيعة تثاقلية، كما یُعبِّر القرآن الكریم في قوله تعالى: (..اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ..)/ (التوبة:38) بمثابة الأجسام التي تخضع لقانون الجاذبية الأرضية، فتميل إلى الأسفل إذا لم تُمسك من الأعلى، والنفس الإنسانية -كذلك- تتجاذبها عوامل الهوى والمیل إلى الشهوات إلى الأرض. ومن هنا فربُّ العالمين رأفة بعباده، جعل لهم مواسم عبادية معینة: كما في الحج، وشهر رمضان؛ لتعويض هذا التكاسل، وحتى يستفرغ العبد وسعه في هذه الأيام والليالي. ومن الملاحظ أنَّهُ في عالم النبات، فصل الربيع عبارة عن ثلاثة أشهر، فأيضاً ربيع القلوب ثلاثة أشهر، فالذين يريدون استنبات البذور الكامنة في أنفسهم، عليهم أن يركّزوا جهودهم في هذه الليالي، فإنّ لكلّ يوم، ولكلّ ليلة زهرتها التي ينبغي متابعتها والوقوف عندها واستشمامها، وإلّا لأخذها الذبول ومن ثمّ الانحلال حیث لا عودة أبداً.