رياض الزهراء العدد 142 لحياة أفضل
رِحْلَةُ حَيَاةٍ
جعل الله (عزّ وجل) لكم من أنفسكم أزواجاً ورزقكم ذرية، وحمّلكم أمانة مع انطلاق صرخات وليدكم الأولى للحياة ألا وهي (التربية الصالحة)؛ إذ يبدأ الواجب العملي للتربية السلوكية لهذه البذرة الصغيرة، نعم! إنَّها بذرة طاهرة نقية تحتاج عنايةً فائقةً، فمع زيادة الاهتمام والعطاء وعدم المبالاة هناك تزايد طردي يقابلها من السلوك الخاطئ والتنشئة النفسية التائهة في بحر الضلال الدنيوي، ومع جفاء المشاعر المعطاة وعدم الاهتمام والحرية المبالغ بها تُفْتَقَد الطاعة وتتلاشى العلاقة الأسرية الرصينة، فمن هنا يكون اقتباس نور العلاج بوضع الأسس الأولية للتربية الصالحة منذ بداية المرحلة الجنينية بتغذية الأم النفسية والجسدية واتّباع وصايا الرسول الكريم (صل الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار للمرأة الحامل، وانتقالاً لمرحلة الطفولة والمراهقة من الرعاية التربوية الإسلامية للطفل والعناية بالجوانب النفسية ووضع الحدود والقوانين لسلوك الطفل كذلك بما جاءت به وصايا أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المجال، وانتقالاً إلى مرحلة الشباب إذ يكون واجب الوالدين المراقبة بصورةٍ غير مباشرة والتدخّل في المواقف التي تحتاج لتعديل وتصحيح بالمسارات في حال تعرّضت اتجاهات أولادهم إلى انحرافات سلبية مرفوضة تحتاج إلى تقويم، وبذلك يحقق الوالدان الرضا الذاتي والقبول من الله تعالى وتنطبق على ذريتهما الآية الكريمة: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)/ (الكهف:46).