رياض الزهراء العدد 142 لحياة أفضل
عَالَمٌ مَلْفُوفٌ بِالحُبِّ
لاحظتُ أنَّ في حديث علماء الأخلاق نجوماً مختبئةً، وحقائق تتعثر بحقائق أخرى، وهذا أمر طبيعي إذ إنك تُريد أن تقترب من القوة العظمى، أنت الذي يُسمّونك (ممكن الوجود) تحاول أن تسير إلى (واجب الوجود)! وبقدر ما في هذه الجملة من صعوبة بقدر ما هناك أبواب مواربة مفتوحة لك، هذا العالم الجذّاب الملفوف بالحب، كنتُ أتساءل: نحن الكائنات المعتمة، أصحاب القلوب الطينية هل بإمكان الشمس أن تصل إلى سهلها العميق الرطب؟! فوجدتُ أنَّ الله تعالى لم يخلق شمساً واحدةً لنا بل شموساً كثيرةً! إنَّهم الإكسير الأعظم، المتحدِّثون الرسميون من قبل الإله على الأرض، أنت مهما رجعت خطوات إلى الخلف فإنَّ التعامل معهم بإخلاصٍ سوف يختصر لك الطريق الطويل للرجوع، أو قد يدفعوك دفعةً قويةً للأمام، فقرَّرت أن أقحم نفسي في أي شيء يخصّ خدمة الله (عزّ وجل) وأوليائه حتّى لو لم أكن بمستوى من معي من المخلصين، المهم أن أُبقي هذا الباب مفتوحاً بيني وبينهم، فمن يلقي بنفسه في بحر النور لابدّ وأن يبتل بالضوء ولو قليلاً! نعم؛ لقد تعلَّمت أنَّ إيقاد الشموع والخلوة معهم عن طريق سيّد الشهداء (عليه السلام) ستفتح سماءً صافيةً في صدرك، وستكتشف أنَّ هناك سنابل حبّ تميل لهم في قلبك، الأبيض يزداد في داخلك والفراشات تحط على كتفك، إنّه سكونُ ما بعد المجالس، هل تذكَّرته؟