رياض الزهراء العدد 142 لحياة أفضل
لا تُعَلّمِي أوْلَادَكِ الكَذِبَ
كثيرة هي الذنوب التي نتساهل في ارتكابها سهواً أو غفلة أو ربّما جهلاً، ولا ننظر لمن عصينا وعلى من اجترأنا وحاربنا باقتراف تلك المعاصي والموبقات. ولكن أن نرتكب الكبائر ونُعلّم أولادنا عليها من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم فهذا أمر خطير، علينا الالتفات له قبل التوغّل فيما لا يُحمد عقباه، ومن هذه الكبائر الخطيرة والمدمِّرة الكذب. فالبعض لا ينتبه لنفسه وهو يكذب خلال يومه عدّة مرات، فهذه أمّ تَعِد صغيرتها بلعبةٍ أو قطعةٍ من الحلوى إن أحسنتِ التصرّف ثمَّ لا تفي بوعدها، وذلك أب يصفع ولده إن اتلف غرضاً أو قال بصراحةٍ معبِّراً عن مشاعره: إنَّه لا يحبُّ أخاه. إنّ الطفل لا يعرف الكذب ولكن عدم معالجة مثل هذه الأمور بشكلٍ سليمٍ سيدفع بأبنائنا إلى أن يكذبوا؛ لكي يتخلّصوا من العقوبة، وهناك حالات نشاهدها ونسمع بها عن الكذب على الآخرين لمجرّد المزاح الذي قد يُصيب البعض بصدمةٍ شديدة، قال رسول الله (صل الله عليه وآله): "لَعَنَ اللهُ الكَاذِبَ ولو كان مَازِحاً".(1) وهناك أسباب كثيرة تدعو الفرد إلى الكذب؛ منها الشعور بالنقص، أو بسبب المحيط الاجتماعي السَّيِّئ من مجالسة أصحاب السوء؛ ممّا يعوّد الإنسان على الكذب، وأيضاً الجهل بعاقبة الكذّاب وأنّ له نار جهنم، وتبقى صفة الكذب من صفات الإنسان السَّيِّئ الخلق. .................................... (1) المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: ج5، ص221.