قِسْمُ الإرْشَادِ النَّفْسِّيِّ وَالتَّوجِيْهِ التَّرْبَويِّ فِي جَامِعَةِ الكَفِيْلِ.. مَنَاخُ قَادَةِ الإْنسَانِيَّةِ

نهلة حاكم كاظم/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 413

عملية إنسانية يدور في فلكها مجموعة من التوصيات التي تُساعد الطلبة على فهم أنفسهم وحلّ مشكلاتهم التي تصادفهم، بحيث تكون النتائج هي التوافق بين أنفسهم وذاتهم؛ ممّا يصل بهم إلى النجاح والنمو والتكامل في الأداء والشخصية، كما يُشكّل دعامةً أساسيةً في تطوّر العملية التربوية. إنَّهُ الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي. كما يُعرَّف بأنَّهُ: تحديد حقيقة الأمور الكامنة لدى الأفراد، والتنبّؤ بالمشكلات الممكنة الحدوث، والعمل على الوقاية منها قبل تحوّلها لأمرٍ مزمنٍ أو مشكلة، ويؤدّي إلى تعديل السلوك وتوجيهه بما هو أفضل لذات الفرد والمجتمع.(1) تميّزت جامعة الكفيل التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة بامتلاكها مناخاً يتميّز بالثقة والسرية، يستطيع الطالب فيه الارتياح في الكشف عن مكنونات نفسه وإخراج مشاعره ومشاركتها ولاسيّما السلبية منها، التي يصعب التعبير عنها أمام الآخرين، إذ يتبنّى قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في الجامعة رعايته الخاصة بالطلبة الذين هم سيتحمّلون المسؤولية بأمانة كونهم قادة المستقبل. رياض الزهراء (عليها السلام) تشرّفت بلقاء مدير قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي الدكتور (حسام العبيدي) الذي كشف للمهتمين والمختصين عن هذا الجانب المهم، وابتدأ حديثه مرحِّباً بأجمل كلمات الترحيب بمجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) وأثنى على الجهود والاهتمام الكبير لتلك القضية المهمّة، ثمَّ سألناه: الريادة في التربية والتعليم هدف جامعة الكفيل رياض الزهراء (عليها السلام): ما الذي تسعى إليه جامعة الكفيل؟ فأجاب قائلاً: جامعة الكفيل تسعى إلى أن تكون في مقدّمة الجامعات علمياً وتربوياً لإدراك الجامعة الرؤية المنبثقة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمنبثقة عن الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة، وهذه الرؤى والتسلسلات الترتيبية تكوّنت وتبلورت عن رئاسة الجامعة بأن تكون صاحب المركز الأول، والريادة على المستويين التعليم والتربية لشدّة ارتباط التعليم بالتربية، ولكي تكون جامعة الكفيل في المركز الأول فإنَّ هذا الأمر يستدعي من الوحدات والشعب والأقسام الإدارية والعلمية ومنها قسم الإرشاد التربوي العمل قدر الإمكان وبسعي حثيث على وفق معايير الجودة أي على وفق معايير متطوّرة في الجودة. طلبتنا يحقِّقون أهدافنا رياض الزهراء (عليها السلام): ما برامج التنمية التي يتم التركيز عليها وكيف تنفّذ هذه البرامج؟ قال: من البرامج التنموية التي ركّزت عليها جامعة الكفيل تنمية الذات وتطويرها، وبناء القدرات، وبناء شخصية الطالب الجامعي؛ حيث يتم التركيز على مفاهيم عامة تجعل الطالب بالنتيجة يحقق هدفنا؛ حيث نريد منه أن يشعر بالمسؤولية، والشعور بالمسؤولية يحتاج إلى تغيير أنماط تفكيره اتجاه المبادئ والقيم ليست الأخلاقية فقط، وإنّما مبادئ وقيم تعاونه اليومي بما يرتبط بالممتلكات العامة؛ النظافة، وحسن استخدام أجهزة الموبايل داخل الجامعة، وحسن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي في صفحات المجموعات التي ينتمي إليها في برامج شبكة النت. رياض الزهراء (عليها السلام): ما هي رؤية جامعة الكفيل في سياستها التربوية؟ فأجاب: إنّ خطط جامعة الكفيل لا تقتصر على عدد الموظّفين أو الطلبة، فليس العبرة في الأرقام أو في تطوير أي مؤسسة وإنّما الإنتاج والتطوّر الحاصل في المؤسسة أو في المستقبل هو أن يكون الدور التربوي في جامعة الكفيل له الريادة في كلّ جامعات المنطقة، بل جامعات العالم هذا هو الهدف الأساسي لجامعة الكفيل، وهو طموح لكلّ الجامعات، وأن يكون الاهتمام بالتربية قدر اهتمامها بالتعليم وتضع بصمتها وهو (خريج جامعة الكفيل يعمل بمهنية). رياض الزهراء (عليها السلام): كيف يتم اختيار الموظَّف المؤهّل لمهمّة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي؟ فتفضّل قائلاً: يتم اختيار المرشدين التربويين على وفق الرغبة أولاً ويتم تطويرهم عبر الدورات المتخصصة في المجال التربوي والنفسي، ويكون التطوير ذاتياً من داخل القسم وهو العمود الفقري منذ عام 2014م. وبعد ختام لقائنا مع مدير القسم الدكتور (حسام العبيدي) توجَّهنا إلى مكتب الدكتورة نوال عائد معاون مدير قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي التي أعربت عن إعجابها بتلك المبادرة، ثمّ دار بيننا الحوار الآتي: مسؤوليتنا هي تعديل القيم المغلوطة رياض الزهراء (عليها السلام): ما أهمية الإرشاد النفسي للطلبة؟ فتفضّلت قائلةً: للإرشاد النفسي أهمّية كبيرة فهو السبيل لمساعدة الفرد على التكيّف مع المجتمع المحيط به، ومن ثمّ تحقيق السعادة بشكلٍ أفضل، كما له دور كبير في تحقيق الاستقلالية الذاتية، وتحقيق تغييرات إيجابية في سلوك الإنسان، فضلاً عن أنَّهُ يُساعد الإنسان على تغيير عددٍ كبيرٍ من العادات غير الجيدة وغير الفعّالة التي يمارسها، ويعمل على اكتساب عادات ومهارات تمكّنه من التفاعل مع الآخرين. وأكملت تقول: اليوم الثقافة الغربية أعطت ما يأتي: التعالي على الآخرين, ورفض النقد, والشعور بالفردية, ونحن نواجه غزواً ثقافياً يستهدف الشباب بالذات تحت مسمّى التكنولوجيا؛ والذي يهدف إلى مسح الهوية الإسلامية. وأكّدت: أمّا الثقافة الإسلامية فهي سامية لكلّ العصور؛ إذ لها قانون إلهي وينصّ على: (أنت حرٌّ مادمت لا تضر بالمجتمع ووفق الضوابط الإلهية). إذن فالإرشاد هو مسؤولية تعديل القيم المغلوطة. تطبيق برامج بناء الشخصية وتطويرها سنوياً رياض الزهراء (عليها السلام): ما الميزة التنافسية للبرامج التي يمتلكها قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي عن باقي الجامعات؟ فأجابت: عند تأسيس قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي عام (2014-2015م) وهذه خطوة ريادية تميّزت بها جامعة الكفيل، عمل هذا القسم على تطبيق برامج وفعّاليات كثيرة وتطويرها سنوياً وهنالك ثلاثة أنواع من الإرشاد: 1. الإرشاد الفردي: وهو متابعة الحالات الفردية للطالب وتوفير المساعدة له وإيجاد حلٍّ لمشكلته. 2. الإرشاد الجمعي: صمَّمت العتبة العباسيّة المقدّسة برامج وفعّاليات تُساعد الطالب على تنمية قدراته وطاقاته واستثمار أوقات فراغه بالفائدة العلمية والفكرية؛ وهي السفرات, واللقاءات, وإقامة المنتديات والملتقيات مثل: ملتقى قرّاء القرآن, والرسم, والشعر, والنحت. 3. الإرشاد الوقائي: وهو الوقاية من تفاقم المشكلة ووصولها إلى مراحل متقدّمة يصعب التعامل معها وحلّها، دون ترك أثرٍ واضحٍ على الفرد، مثل إشغال الطالب بقضايا لاشعاره بأهمية النعم (وذلك بتوعيته في استخدام حواسه)، ومثال ذلك التدخين, ومواقع التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها بصورةٍ صحيحةٍ. القائدُ الملهم.. يُعِدُّ قادة المستقبل رياض الزهراء (عليها السلام): ما الأهداف العامّة والخاصّة للقسم؟ تقول: الهدف العام لقسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي هو إعداد جيلٍ مثقفٍ وواعٍ من خريجي طلبة جامعة الكفيل، ينهض بمسؤولياته في خدمة المجتمع، وهي تجربة رائدة على صعيد الجامعات العراقية الحكومية والأهلية؛ ولمَّا كانت جامعة الكفيل قد حملت عبء النهوض بهذه المسؤولية تنفيذاً لتوجيهات المتولِّي الشرعي للعتبة العباسيّة المقدّسة وجب علينا جميعاً التصِّدي لهذه المسؤولية الشرعية والأخلاقية وتهيئة كلّ الوسائل لإنجاح هذه التجربة، أملين أن تُعطي ثمارها المرجوّة بعد حين، أمّا الأهداف الخاصة فهي: 1. تنمية مهارات التوجيه الذاتي لدى الطلبة والوصول بهم إلى درجةٍ من الوعي لاستكشاف ذاتهم وإمكاناتهم وقدراتهم. 2. تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم وتفعيل روح الالتزام والمسؤولية. 3. مساعدة الطلبة على مواجهة المشكلات التي تحدث في الحياة الاجتماعية والتغلّب عليها. 4. تهذيب التعامل في الواقع الجامعي الحقيقي وفي العالم الرقمي الافتراضي عن طريق مساعدة الطلبة على إدراك أهمية التعامل الواقعي والإلكتروني في تعزيز السلوك القويم. 5. العمل على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتوفير الإمكانات المتاحة لتنمية مواهبهم وذلك عن طريق البرامج العامة والخاصة. 6. تعزيز الثقافة الإيمانية الإسلامية وتنميتها، وذلك للوصول بالطلبة إلى النموذج الإسلامي المؤمن المنتج والمبدع. الأمانة العامّة تريد الآتي: طلبتنا لهم بصمة سلوكية في المجتمع رياض الزهراء (عليها السلام): ماذا أرادت الهيأة العليا حينما وضعت سياستها التربوية، وما أهم ما ينفرد به طلبتها؟ فقالت: الأمانة العامّة للعتبة العباسيّة المقدّسة تريد الآتي: (الطلبة المتخرِّجون من جامعة الكفيل لهم بصمة سلوكية خاصة ينفردون بها عن سائر طلبة الجامعات الأخرى, وهي البصمة الإنسانية والاجتماعية، فضلاً عن المستوى العلمي؛ فهي تُعطي روح التعاون والانضباط والشعور بالمسؤولية، فيتخرّج الطالب إنساناً فاعلاً حقيقياً، في الوقت نفسه يشعر بقيمته الإسلامية ويعتز بالهوية الإسلامية)، من هذه الرؤية انطلقت هيأة عليا ترسم سياسة تربوية خاصة بالعتبة تبدأ من رياض الأطفال إلى جامعة الكفيل. رياض الزهراء (عليها السلام): ما حدود التدخّل لدى المرشد أو المرشدة؟ قالت: بالنسبة إلى حدود التدخّل فإنَّه لا توجد نقطة يتوقَّف عندها المرشد، وحسب تعاون الطالب في التدخّل, وفي ضمن الوقت داخل الجامعة, أمّا الباقي وخارج وقت الدوام فهو مسؤولية الأسرة. رياض الزهراء (عليها السلام): ما صدى السياسة التربوية المتَّبعة في جامعة الكفيل في الأوساط الجامعية؟ فتحدّثت قائلةً: هنالك تفاعل من قبل مجموعات طلبة كلية الصيدلة الحكومية؛ إذ طُلِبَ من القسم أن يتم الاستفادة من برامجنا للمتخرِّجين منهم, وتمّت الموافقة على طلبهم بعد استحصال الموافقات الرسمية بإذن الله تعالى. رياض الزهراء (عليها السلام): ما هيكلية قسم الإرشاد؟ فأوضحت: تتكوَّن من رئيس القسم الدكتور (حسام العبيدي), واثنين من المعاونين، وتوجد ثمانية فروع لقسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في كليات الجامعة وأقسامها، وفي كلّ فرع يوجد مرشد ومرشدة من حملة الشهادات العليا ومهندس يقوم بالمهام الإدارية, فضلاً عن موظَّفي المكتب. رياض الزهراء (عليها السلام): ما برامج القسم ونشاطاته؟ فتحدَّثت: 1. البرنامج الإثرائي: وهو مجموعة من الدروس في العقائد والسيرة والأخلاق، والهدف منها ترسيخ العقائد الإسلامية في أذهان الطلبة وتمكينهم من الرد على العقائد الفاسدة وتوطيد الثقافة الفقهية في نفوسهم وعقولهم وزيادة وعيهم المعرفي بالقواعد الفقهية والتعرّف على السيرة الذاتية للنبيّ (صل الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام)، ودروس السيرة في المرحلة الأولى, ودروس العقيدة في المرحلة الثانية, والفقه في المرحلة الثالثة والأخلاق في المرحلة الرابعة. 2. البرنامج الحواري: وهو مجموعة محاضرات مفتوحة لمواضيع شتّى تتناول اهتمامات الشباب وطلبة الجامعات الغرض منها تعويد الطالب على حرية الفكر وطرائق التعبير عن الآراء، ومناقشة الأفكار لتمييز الصحيح من الخاطئ وعدم مصادرة الآراء الأخرى بصورةٍ غير علمية. 3. دورات التنمية البشرية: وتشمل فن التعامل مع الآخرين والتأثير فيهم، وإدارة الوقت، والتخطيط، والقيادة، وتقام هذه الدورات لكافّة الأقسام طوال العام الدراسي وللمراحل الأربع. 4. الملتقيات: وهي تجمعات طلابية تؤسس على وفق الميول والهوايات المشتركة كالرسم، والرياضة، والشعر وغيرها ويكون تأسيسها في كلّ مرحلة وقسم، ثم تتحد لتكوّن ملتقى في الكلية؛ ليتمكّن من التعرّف على الطلبة الذين يشاطرونه الهواية أو الميل في عموم أقسام الكلية، ويشرف قسم الإرشاد على إدارة تلك الملتقيات وتنظيمها. 5. إحياء المناسبات الدينية: يمثّل إحياء المناسبات الدينية بصورةٍ خاصة أحد أهم روافد إمداد البشرية لتعاليم الإسلام الأصلية، وذلك بتحفيز الطلبة وتدريبهم على إحيائها بمختلف النشاطات واستثمار الإعلام التربوي ومواقع التواصل الاجتماعي لاستلهام قيم الفضيلة منها. 6. التهذيب في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: وذلك بفتح صفحات خاصة لأقسام الكلية من أجل التواصل مع الطلبة وفتح آفاق الحوار الهادف ونشر المعارف والنشاطات من خلالها بأسلوبٍ علمي حضاري متمدّن وتحت إشراف مختصين ومشرفين تربويين. 7. المجلّة: وهي مجلّة فصلية تصدر عن قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي ابتدأ العمل بها من تاريخ 1/1/2016م تسعى إلى حثِّ الطلبة على الكتابة الصحفية في كافّة الاختصاصات. وأكملت تقول: أمّا النشاطات الخارجية فهي: 1. السفرات: برعاية الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة والسيّد عميد الكلية، يقيم قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي مجموعة من السفرات (دينية, وعلمية, وترفيهية) إلى العتبتين العباسيّة والحسينيّة المقدّستين وزيارة لكلّ المشاريع الاستثمارية التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة. 2. المهرجانات: تشارك الكلية في المهرجانات التي تُقام في الجامعات العراقية كذلك حضور الندوات والمؤتمرات بالتنسيق مع قسم الإرشاد. 3. المُخيَّم الطلابي: بإشراف قسم التربية والتعليم العالي وبالتعاون مع قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، تُقيم جامعة الكفيل مخيّماً طلابياً لطلبتنا في العطلة الربيعية, يتضمّن مجموعةً من الفعّاليات كالمحاضرات الثقافية والتنموية والنشاطات الرياضية. 4. ونشاطات أخرى: زيارات بناءً على رغبة الطلبة مثل زيارة مؤسسات الأيتام ودار المسنين والمرضى الراقدين في المستشفيات. الدعم والتعزيز النفسي يُذيب صعوبات الطلبة وبعدها ودّعنا الدكتورة نوال شاكرين حسن استقبالها ثم انتقلنا إلى مكتب الأستاذة (حنان عبد الأمير الرماحي/ ماجستير إدارة أعمال ومرشدة في كلية الهندسة التقنية) وسألناها: ما مدى تفاعل الطلبة مع الإرشاد، وفي أي مرحلة تظهر النتائج؟ فأجابت: دور المرشد ووظيفته هو إعطاء الحجم الصحيح للمشكلة، وتوفير الدعم والتعزيز النفسي للمسترشد وإثارة الدافعية نحو التقدّم العلمي والعملي، وكذلك طرح سلوكيات جديدة تدعم قدرة الفرد على التواصل مع المجتمع الخارجي وتُساعده على الشعور بالرضا وتحقيق الذات، وعلاقة المرشد بالطالب هي كعلاقة الأب بابنه وعلاقة الأم بابنتها عن طريق استخدامنا لاستراتيجية في حلّ مشكلاتهم، فضلاً عن دورات التنمية التي تقوّي شخصية الطالب؛ مثل دورة فن التعامل مع الآخرين, وإدارة الغضب, والمرحلة الأولى من الدراسة هي أكثر المراحل صعوبة لكن بعد أن يتلقى الطلبة محاضرات في التنمية والإرشاد نرى ذوبان مشاكلهم تدريجياً وتغيّر نظرتهم لأمور الحياة. الطلبة.. يدلون بآرائهم بشأن تجربتهم مع الإرشاد التقينا مع فئةٍ من الطالبات قد تجمعن حول كتبٍ مخصصّة للمطالعة في الجامعة فالطالبة (إيلاف عقيل كامل الكندي/ هندسة تقني/ المرحلة الثانية) تقول: كانت أمنيتي زيارة مراكز الأيتام ودار المسنين عن طريق فريقٍ منظّم؛ فذلك العمل يشعرني بقيمة عليا عندما أرى الفرحة على وجوه هؤلاء الشريحة من المجتمع، وما أجمل تلك النظرة التي تُرتسم على محيّاهم حينما ندخل عليهم حاملين لهم الورد والحب والحنان وندعمهم مادياً ومعنوياً، ولم أقف عند ذلك الحد، بل نظَّمتُ فريقاً يضمُّ أقربائي نقوم بزيارتهم بشكلٍ دوري والسؤال عنهم. بينما الطالبة (سارة صلاح إبراهيم/ هندسة تقني/ المرحلة الأولى) تقول: لقد أمدّني بما يعزز الثقة لدي؛ فهوايتي كتابة الشعر، وعلى الرغم من ثقتي بنفسي لكنّي كنتُ أرفض إلقاءه لكن بعد استماعي للمرشدة تغيّرت حياتي، الأمر الذي جعلني أتحمّل المسؤولية بثقةٍ وجدارة. إنَّ الشباب الجامعي في أي مجتمع من المجتمعات هم دعامة المجتمع وعلى كواهلهم یتطوّر هذا المجتمع إلى عالمٍ أفضل، وإذا كان المجتمع یسعى نحو تحقیق بناء اجتماعي واقتصادي وسیاسي سلیم فإنَّ صرح هذا البناء لن یقوم إلّا إذا قمنا بتوجیههم وإرشادهم، فهؤلاء شریحة فعّالة من المجتمع وهي المسؤولة في الوقت الحاضر عن استكمال مسیرة البناء والحفاظ على المكاسب التي حقّقها الآباء والأجداد لهم. ......................................... (1) التوجيه التربوي والإرشاد النفسي, عصام يوسف: ص8.