رياض الزهراء العدد 142 الملف التعليمي
الأطْفَالُ وَالألْعَابُ الالِكتْرونِيَّةُ
تزايد في الآونة الأخيرة في داخل بيوتنا الإقبال الشديد من قبل الأطفال على اقتناء الألعاب الالكترونية التي تُستخدم فيها وسائل التكنولوجيا الحديثة كالحاسوب والهاتف المحمول وغيرها من التقنيات الالكترونية الأخرى، الذي ساعد على انتشار هذه الألعاب وبكثرة الانفتاح الواسع الذي تشهده مجتمعاتنا بشكلٍ عام والأسرة العراقية بشكلٍ خاص على المجتمعات الأخرى إلى الحدِّ الذي أصبحت فيه هذه الألعاب تمثّل الشغل الشاغل لغالبية الأطفال وحتّى الكبار إن لم نبالغ في هذا الأمر، واعتبار اقتنائها من قبل الأهل إنّما هي وسيلة لمكافأة الطفل وإشباع رغباته، ولكن في الحقيقة فإنَّ الصورة عكس ما يطمح له الآباء، فكما هو معروف فإنَّ الطفل بطبيعته يميل إلى اقتناء الأشياء التي تجذب الانتباه والألعاب الالكترونية هي إحدى الوسائل التي أخذت تستقطب أذهان الكثير من الأطفال؛ فهي وإن كانت ذات تأثيرات إيجابية في بعض الأحيان إلّا أننا يجب أن لا نغفل السلبيات التي يمثّلها اقتناء هكذا وسائل من قبل الطفل، فكما هو معروف أنَّ أغلب الألعاب الالكترونية هي بمثابة رموز وشفرات معينة تنمّي لدى الطفل القدرة على التفكير لحلّ هذه الرموز والشفرات ومن ثمّ تنمّي لديه قابلية التركيز، وتزيد من حدّة ذكائه، والبعض منها ينمّي لدى الطفل قابلية احترام الوقت وتنظيمه عن طريق تحديد أوقات معينة للعثور على أشياء محددة داخل تلك اللعبة، ومن ثمّ تجعل الطفل يحترم الوقت ويستغله بالشكل الأمثل، وعلى الرغم من هذه الإيجابيات تبقى سلبيات هذه الألعاب التي تأتي في مقدّمتها أنّ البعض منها يحتاج إلى رقابةٍ معينة من قبل المجتمع بشكلٍ عام والأسرة بشكلٍ خاص؛ لكونها تشجّع على ظاهرة العنف والقتال والتدمير، ومن ثمّ تزرع لدى الطفل الإحساس بالغضب المستمر والميل إلى التدمير والقتال، وتؤدّي إلى تأسيس بذرةٍ للعنف الذي قد يؤثّر مستقبلاً في حياته وتصرّفاته وكيفية تعامله مع الآخرين، والجانب السلبي الآخر في هذه الألعاب هو أنّ أغلبها تؤدّي إلى إدمان الطفل المباشر عليها بالشكل الذي يؤدّي إلى أن تكون هذه الألعاب هي محور حياته ومن ثمّ تؤدّي إلى الضرر البدني من جرّاء الجلوس لساعات طويلة من أجل ممارسة اللعبة، ناهيك عن إهمالٍ في واجباته المدرسية والتأثير في مستوى الطفل العلمي وتقصيره في أدائه الدراسي.