تُرَابٌ يُفْهَمُ

ولدان حســــين/ مدارس العميد
عدد المشاهدات : 160

هل هو تراب عادي؟ ما قدسيّة هذا التراب؟ أصبحت ذرّاته تنتظر مجيء أجسادٍ تُضيف إليه رونقاً، ألماً، عطراً، لتنبت حبّاً ووفاءً.. تُسقى من دموع الأمهات واليتامى، فكلّما ارتوت من جسد شهيدٍ رغبت بالمزيد، لماذا يا أرضي؟ لماذا؟ ألم تعرفي ماذا يتركون وراءهم؟! شعرتِ ذات يوم أنَّ أطفالك يحبّون (الأحمر) قررتِ إسعادهم بتحوّلكِ لذلك اللون، لكنّكِ لم تكوني صائبةً بقراركِ.. هم لا يريدون دماء آبائهم.. اصرخي بأعلى صوتكِ، ردّدي (لا لشهداء حشدي) دعيهم يمشون بأمانٍ، بسلام.. مهلاً.. مهلاً دعيني أحكي لكِ مشهداً عسى أنْ يؤثّر فيكِ فترحمي من هم فوقكَ، ذات يوم أحدهم زرع على ذرّاتكِ ورداً، نبت هذا الزرع، سقاه الشهيد، اعتنى به، أصبح منظرُكِ أجمل بكثيرٍ من سابقه.. ألم تتذكَّري؟! فكّري جيداً.. هل رغبتي بما هو أجمل من الورد؟! هل طمعتِ بشبابٍ أن ينبتوا في أحشائكِ؟ هل ارتويتِ بدمائهم؟ يكفي أرجوكِ، فترابكِ تراب غيور يعرق جبينه (من غير مطر) وينادي لا للذلّة..