أرى
في كلّ بيتٍ لنا ورود متفتِّحة بالأمل والحبّ والعطاء، (أرى) أن نُحسن غرسها بالودّ والطيب، وأن نفيض عليها من الحنان والعطف لتورق ويشتدّ عودها وتزهر بالخير.. (رَشَّةُ عِطْرٍ) المَشَاكِلُ شّيءٌ إيْجَابِيٌّ عندما يتعرّض الفرد منّا لمشكلةٍ ما، تسودّ الدنيا، ويُشتَمُ الحظ، ويُلام الدهر، وكأنَّ هؤلاء الثلاثة الذين لا يملكون شعوراً هم من خطّطوا ودبّروا مكيدةً ليوقعوا صاحبهم في سجن التعاسة. في مجتمعنا قد سادت فكرة الحظِّ واختلاف درجاته من فردٍ إلى آخر، فعرفت المشاكل على أنها أمورٌ معقدة من حيث أنواعها وأسبابها، فمثلاً المشاكل الاجتماعية قالت الدراسات فيها: إنَّ ٩٠٪ منها تحدث بسبب نبرة الصوت الخاطئة. كلّ هذه المشاكل التي يظنّها الإنسان مصدر التعاسة وسوء الحظِّ، يمكن أن تكون دروساً عظيمةً وحِكَماً وعِبَراً، فمثلاً عندما يخوننا صديق مقرّب نتعلّم الدرس الآتي: (لا تثق بأي أحدٍ بسهولة)؛ لأننا وقعنا في تلك التجربة؛ فأصبحت مشهداً ملموساً ومحسوساً يبقى راسخاً في أذهاننا ويجعلنا حذرين قبل الثقة بأي شخصٍ كي لا نُصاب بخيبة كما الخيبة الأولى. إذن فالمواقف الملموسة والمحسوسة تؤثّر فينا بشكلٍ أعمق وتُعلّمنا دروساً لا تُنسى أفضل من الطرائق الأخرى، كذلك هو الحال بالنسبة للدروس العلمية، كالأحياء والفيزياء والكيمياء، لن يستطيع الطالب أن يتوصّل لليقين إلّا إذا ما رأى تجربةً ملموسةً تُثبت القاعدة أو النظرية الّتي تعلّمها! كلّنا يعلم أنه إذا ما حدثت مشكلة معقدة (لا يستطع المرء حلّها)، فإنَّ أفضل شيء يمكن عمله هو طلب المساعدة، والشخص الذي نلجأ إليه عادةً لهذه المهمة هم الكبار في السن؛ لأنَّهم ببساطةٍ يملكون مفتاح الحلِّ، إذ إنّهم مَرُّوا بتجاربٍ علّمتهم الكثير والكثير عن هذه الحياة وأسرارها. إذن مشاكل الحياة ليست بمشكلة، بل هي دروس وحكم ومواعظ، ستكون هكذا فقط إن عرفت كيف تتعامل معها بوعي وإدراكٍ وتفكيرٍ إيجابي ومنطقٍ سليم، فلا تتذمَّر من الآن فصاعداً من المشاكل، بل استمتع بها، ولا تنسَ أبداً أنّ لكلّ مشكلة يوجد حلٌّ. (قَائمةٌ لكن نَاعِمَة) التَّرْكيز على الهدف نَشَرَ كاتبٌ موضوعاً يتكلّم عن تحقيق الأهداف وقال: عندما تفشل في الوصول إلى الهدف فإنّ السبب هو عدم تركيزك باتجاه هدفك وهذا ما يحصل معي، أتوقّف فجأةً بسبب انقطاع حبل أفكاري وهذا يحدث نتيجةَ فقداني لتركيزي الكامل باتجاه الهدف، نحن نفقد تركيزنا على الشيء عندما نفكِّر بأمرٍ آخر معه أو الأسوأ من ذلك، عندما نفكِّر بِعِدَّةِ أمورٍ معه! عند البدء بتحقيق الهدف علينا التركيز عليه فحسب حتّى نُنْهيه.. لماذا؟ لأنّه الأهم.. ولأنَّ باقي المشاريع التي نفكّر بها مجرد أفكار لم تُطَبَّق بعد ولا قيمةَ لها، أمّا الأفكار التي تُطَبَّق فذات قيمة وهي الأهم لأننا بدأنا بتكوينها ووهبنا لها الحياة، ولهذا علينا أن لا نتركها وسط الطريق فتَبقى مجرّد فكرةٍ ميتةٍ لا قيمة لها كسابقاتها. صُبّي تركيزكِ نحو الهدف ولا تتركيه حتّى تنهيه بالكامل، بعدها سيكون بإمكانكِ البدء بالعمل على المشروع الجديد حتى تنهيه، وهكذا سوف تحقّقي نجاحًا تلو الآخر وفي مددٍ زمنية مذهلة؛ لأنكِ لن تضيّعي وقتكِ بالتفكير في أمورٍ أخرى معه، فيتشتت تركيزكِ وانتباهكِ وتأخذين وقتًا أطول بكثير في تحقيقه. (إذا تَنَفَّس)/ كُنْ مُخْتَلِفاً (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)/ (البقرة:249). إنّ العمر أثمن من أن نضيّعه في السعي وراء الخرز وترك الكنوز، وأقصر من أن نهدره في معرفة التفاهات وترك المهمّات. كوني مختلفةً وابحثي عن المهمّات، كوني أنتِ المستكشف ولا تكوني في ضمن أولئك المتفرّجين، اتركي قافلة المتفرِّجين وانضمّي لقافلة المستكشفين، صحيح أنَّهم أقلُّ من المتفرِّجين وقد يُبهركِ كمّهم القليل ذلك، ولكن لا يغرَّنكِ الكم، ولا تعجبنّكِ الكثرة!