أَبناؤُنا جِيلُ المُستقبل_10

فاطمة حسن
عدد المشاهدات : 154

بعد الولادة - وقد أتى الوليد سليماً - يكون الطفل قد انتقل إلى مرحلة جديدة وهو اتصاله بهذا العالم الخارجي مباشرة، وهنا يبدأ دور الأب بالسؤال عن الطفل، هل وُلد سليماً معافى سالماً من التشوهات سواء أكانت زيادة أو نقيصة، فإذا جاء الطفل معافى سالماً من كلّ عاهة يحمد الله ويثني عليه، أمّا إذا جاء مشوهاً لا سامح الله فعليه أن يصبر ويحتسب ذلك عند الله(عز وجل)، ولا ييأس من روح الله تعالى. يُقال إن رجلاً رُزق بولد غير واضح المعالم، أي ممسوح الخلقة، فجاءه الأطباء وقالوا: من مصلحة الطفل أن يموت الآن خير له من البقاء، فيتعذب في هذه الدنيا لذا نريد أن نعطيه دواءً يميته، فماذا تقول؟ أجابهم بالنفي وقال: هذا عطاء الله وأنا راضٍ به، وأخذ طفله ومعه زوجته الباكية، وفي طريق العودة بقدرة الله (سبحانه وتعالى) ظهرت ملامح الطفل، وأصبح طفلاً جميلاً، فالله(عز وجل) امتحن عبده، فحينما وجد عبده صابراً محتسباً كافأه على صبره وثباته، وكان الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا بُشّر بالولد لم يسأل أذكر هو أم أنثى، حتى يقول: أسويّ، فإن كان سوياً قال: الحمد لله الذي لم يخلق مني شيئاً مشوهاً.(1) ...................................... (1) الكافي: الكليني، ج6، ص30.