رياض الزهراء العدد 142 منكم وإليكم
الخَسَارَةُ.. شَرَارَةُ نَجَاحِكَ
الإنسان يتعرّض لخسارات, لكن خسارة عن خسارة تختلف، فهنالك أشياء نخسرها لربّما ثمينة وغالية لكن مع مرور الوقت ندرك أننا استيقظنا من غفلةٍ وعلى إثرها نتصرّف بذكاءٍ أكثر في المواقف القادمة وينتابنا الفشل إمّا في العمل أو في المواقف، لكن الفشل تجربة لا تضرّنا بل تزيدنا نجاحاً وقوّةً لكن علينا أولاً أن نربط أروحنا بالأمل والتفاؤل؛ لأنَّ لولا فسحة الأمل فينا فإنّنا سوف لن نصل إلى مراتب نطمح إليها، ولا يوجد أحد وصل إلى السعادة عن طريق فقدان الأمل وإنّما بالصبر, فالظلام لا يعالجه إلّا النور, وإنّ الله (عزّ وجل) من عمق الظلام والليل يُخرج النور والشمس مع أملٍ جديد على إثرها تزهر أرواحنا. إنّ الثقب الذي يحصل في قلبك هو طريق لدخول النور والأمل، هنالك ذكريات عصيّة النسيان يعيشها الإنسان, فإمّا متناسي, أو ينسى, فالنسيان هبة الله تعالى لنا, والتناسي بيد الإنسان، ولكلّ شيءٍ في هذه الحياة نهاية، ولكلّ نهاية نوع من أنواع الذكرى، وقد تكون هذه النهاية إمّا حزينة, أو سعيدة أو فيها عِبرة لنا، عندما نفقد الشيء يترك لنا ذكرى لربّما حزينة أو مؤلمة، لمن لا يرى من زاويةٍ أخرى فنرى العكس تماماً أحياناً, فترك الشيء أفضل من الحصول عليه، وقد تكون تلك السعادة بأكملها، ومَنْ يعش شعور الفقد يبقى خائفاً ومنتبهاً للأبد وأنه أدرك قيمة الشيء عند فقدانه تماماً؟! إنّ هناك من فاقد الشيء يشعر بألم وبحسرة؛ لأنه عاش شعور الفقد فلا يرغب بالمقابل أن يجرب غيره وهنالك الكثير من يفقد أعز ما لديه لكن لا يبخل عنك بعطائه وتجاربه ومسالك حياته وكلّ المواقف ومن عاش تجارب الحياة يصبح خبيراً بالعطاء.