رياض الزهراء العدد 142 منكم وإليكم
ابْتَعِدْ عَنْ القَلَقِ وَعِشْ سَعِيْداً
كثيراً ما يعاني الأفراد ذوو الشخصية الحسَّاسة من التوتر والقلق بسبب تغلغل الطاقة السلبية في أعماقهم، ومن ثمّ توثّر في شخصياتهم، فهناك بعض الأساليب التي يمكن للإنسان أن يتّبعها للتخلّص من هذه الطاقة، وقد أشار إليها الدين الإسلامي بصورةٍ غير مباشرة؛ فمن هذه الأساليب هو استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية، فيحاول الفرد النظرَ إلى ما هو جميل في حياته وإلى النعم التي أنعمها الله تعالى عليه ويغضُّ النظر عمّا فقده أو الأشياء السيئة، فالإنسان كما عبَّر عنه علماء النفس: (ظرف نفسه)؛ أي إذا كان الجميل في نفسه يرى العالم جميلاً من حوله وبالعكس. فعيسى (عليه السلام) والحواريون مرّوا يوماً على جيفة كلبٍ، فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب! فقال عيسى (عليه السلام): ما أشدَّ بياض أسنانه.(1) ومن الأمور التي تُساعد الفرد على التخلّص من الطاقة السلبية هي حفظ الابتسامة على وجهه، فقد أثبتت الدراسات أنَّهُ يمكن للإنسان أن يحافظ على الراحة والاسترخاء عن طريق ابتسامته؛ فيكون قليل التوتر والقلق، فالابتسامة تزيد الوجه تألقاً، وهي مفتاح للقلوب المغلقة، قال الإمام الصّادق (عليه السلام): "تبسّم المؤمن في وجه أخيه حسنة".(2) وكذلك الابتعاد عن الأفراد السلبيين يقلّل من توتر الإنسان؛ لأنَّ الأفراد السلبيين تجدهم يشعرون بالتوتر والتشاؤم ممّا يجعلك تشعر بذلك دون أن تعلم. فلنكن متفائلين دائماً ولننظر إلى نصف الكوب المملوء كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "تفاءل بالخير تنجح"(3) لذا يجب أن نطرد الصورة المظلمة عن المخيّلة وإحلال الصورة المشرقة بدلاً عنها، فهذا يجعلنا نعيش سعداء بدون قلق ولا توتر. ................................. (1) ميزان الحكمة: ج3، ص2210. (2) وسائل الشيعة: ج8، ص419. (3) ميزان الحكمة: ج3، ص2348.