رياض الزهراء العدد 142 منكم وإليكم
قِيَامَةُ العِشْقِ
تخالجني دموع الحبِّ حتّى تصيرَ بقلبيَ المكلومِ زيتا.. تضيء أصابعي بمداد شوقٍ لأنظمَ من نجومِ الليلِ بيتا.. وأكتب يا عليّ على شفاهي فتبسُم صفحتي وأزيد صمتا.. ببحركَ سيّدي صوتي غريقٌ كأنّ صداه في حوت ابن متّى.. جبال العِلم في كفّيكَ عهنٌ يُساقط خلفكَ العذّالَ موتى.. ولاحت ليلة القدر انتظرني سلامٌ أنتَ، لكنْ دون حتّى.. قيامةُ عشقكَ الأبدي دقَّتْ متى كان الهوى يختارُ وقتا.. فثغرُ الأرض لا يشدو إذا لم تبثّ بفجْره المفتونِ صوتا.. تسكّنُ روعهُ بدنان وصلٍ وتُسكرُ طينهُ إمّا سجدتَ.. مشيتَ فلوّحتْ في البحر شمسٌ وخاطتْ من سنا نعليك يخْتا.. وضاع الليل بين خطاكَ، كم ذا فقدناه وللفقراء جئتَ.. ففي عينيكَ قد ذابوا اشتياقاً وأنت بأعين الرحمن ذبتَ.. وكنتَ أبا اليتامى يا وحيداً تلمّ الحزن تحناناً وكنتَ.. قسمتَ رغيفَ قلبكَ لن تجوع الطيورُ وقد فتّت الحب فتّا.. وقلت: الناسُ بين أخٍ شقيقٍ وأمثالٍ له في الخلق شتّى.. فكيف يجوع في الدنيا فقيرٌ يموت إذا نكون أخاً وأختا؟ طويتَ الكون في جنبيكَ نوراً فما انقطعت صلاتكَ حين فزتَ.. ويقطر ليلنا نجماً فنجماً تحار بنوركَ الأحزان نحْتا.. عليٌّ أيّها الإنسانُ ماذا نكون وما الترابُ وأنت أنتَ!